شهد توم باراك، مؤسس شركة The Colony Capital LLC العالمية للاستثمارات، بأنَّ دعمه لرئاسة صديقه القديم دونالد ترامب أثبت أنه "كارثي" بالنسبة له ولشركته، مشيراً إلى أنَّ هذا الدعم كان سبب محاكمته بتهمة التورط كعميل لدولة الإمارات العربية المتحدة، بحسب ما نشرت وكالة Bloomberg الأمريكية الثلاثاء، 25 أكتوبر/تشرين الأول 2022.
تحدث باراك عن ترامب، الذي انضم لحملته الانتخابية في عام 2016، وشغل منصب رئيس اللجنة المعنية بمراسم تنصيبه رئيساً، بينما كان يدلي بشهادته للدفاع عن نفسه أمام محكمة فيدرالية في نيويورك.
وصف باراك، البالغ من العمر 75 عاماً، ترامب بأنه "جريء وذكي، ولديه حدس بارع، وأكثر مرونة من أي شخص عرفته في أي وقت مضى"، لكنه قال أيضاً إنه توقع أن يصير صديقه أكثر "اعتدالاً" حين يصل لمنصب الرئاسة.
أثناء استجواب محامي باراك له، قال إنَّ الانقسام الذي أحدثه ترامب تسبب في النهاية في "مخاطر على استثمارات" شركة The Colony Capital، وأدى إلى "مسيرة موت" شهدت خروج المستثمرين من الشركة بحلول عام 2018.
قال باراك لهيئة المحلفين: "مع استمرار الدراما التي وجد هذا الرئيس نفسه فيها، انزعج الكثير من المساهمين لأنني كنت صديقاً له". وأرجع السبب في مثوله أمام المحكمة إلى علاقته بترامب.
ربما كانت شهادته هذه هي أقوى انفصال لباراك حتى الآن عن ترامب. ولطالما شعر محامو الدفاع بالقلق من أنَّ العلاقات بين الرجلين ستضر بموقف باراك أمام هيئة المحلفين في المحكمة الفيدرالية بنيويورك، حيث لا يحظى ترامب بشعبية كبيرة. واستمع المحلفون يوم الإثنين، 24 أكتوبر/تشرين الأول، باهتمام شديد، بينما تحدّث باراك عن الرئيس السابق. وقبل المحاكمة رفض باراك أيضاً مزاعم ترامب بسرقة انتخابات 2020 لصالح بايدن.
مصالح في الشرق الأوسط
يزعم ممثلو الادعاء أنَّ باراك استخدم نجاحاته مع حملة ترامب وإدارته لمحاولة التأثير في السياسة الأمريكية، نيابةً عن الإمارات العربية المتحدة، التي ضخت 374 مليون دولار في صناديق الاستثمار السيادية في شركة The Colony Capital. ويواجه باراك ما يصل إلى 20 عاماً في السجن إذا أُدين بتهمة العمالة لصالح دولة أجنبية، لكن من المحتمل أن يحصل على عقوبة بوقت أقل من ذلك بكثير.
بينما يدّعي الدفاع أنه لا توجد علاقة بين هذه الأموال وأية نصيحة غير رسمية تُعطى للمسؤولين الأمريكيين، ويقولون إنها تستند فقط إلى خبرة باراك الطويلة في ممارسة الأعمال التجارية في الشرق الأوسط وأماكن أخرى حول العالم.
وقال باراك، الإثنين 24 أكتوبر/تشرين الأول، إنه كان يأمل في تحويل سياسة إدارة ترامب للشرق الأوسط إلى اتجاه أكثر إيجابية. وقال عن ترامب: "كان أمامي رجل أعمال رائع، الذي لم يستطع حتى تهجئة كلمة الشرق الأوسط، ولم يكن لديه أي اهتمام بالشرق الأوسط، كان مهتماً فقط بإسرائيل".
وفيما اعتبره "الفصل الأخير" من حياته المهنية، قال باراك إنه كان يريد المساعدة في إقامة علاقة جديدة بين الولايات المتحدة ودول الشرق الأوسط. وأضاف: "إذا كان بإمكاني أن أكون دافعاً صغيراً في نسج شبكة التسامح بين هذه البلدان وأمريكا، فسأكون قد انتهيت، لكن لم يتحقق شيء من ذلك".
تابع باراك أنَّ هذا لم يحدث لأنَّ سياسات ترامب؛ مثل حظره دخول العديد من مواطني الدول ذات الأغلبية المسلمة في عام 2017 إلى الولايات المتحدة، حيرت قادة الشرق الأوسط ثم أبعدتهم.
وقبل أن يصعد باراك إلى منصة الشهادة كتب ترامب منشوراً لدعم صديقه على منصة Truth Social الاجتماعية. واتهم أيضاً الادعاء باستهداف باراك بسبب دعمه له.
على النقيض من انتقاداته لترامب، قدّم باراك مدحاً معتدلاً للرئيس الحالي جو بايدن، قائلاً إنه "يبذل قصارى جهده" لمحاربة التضخم.
وجادل المدعون بأنَّ باراك صار عميلاً غير قانوني في أوائل مايو/أيار 2016، عندما التقى لأول مرة بالشيخ طحنون بن زايد، مستشار الأمن القومي الإماراتي ورجل الأعمال البارز.
نفى باراك ذلك على المنصة قائلاً إنَّ طحنون لم يعطِه أية تعليمات أو توجيهات، ومن المقرر أن يكمل باراك الإدلاء بشهادته يوم الثلاثاء، 25 أكتوبر/تشرين الأول.