دعا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الثلاثاء 25 أكتوبر/تشرين الأول 2022، إلى العمل على "إعادة طرح فهم عصري للممارسات الدينية، وذلك خلال الجلسة الختامية للمؤتمر الاقتصادي، مصر 2022.
وقال السيسي: "أنا والله العظيم لا أقصد أي حاجة علشان محدش يزعل.. كنا بنتكلم على أهمية تصويب وإصلاح الخطاب الديني، فمرة قلت يا جماعة الواقع اللي بنشوفه في منطقتنا، والفهم والممارسات الدينية اللي موجودة في بلدنا محتاجة إعادة طرح فهم عصري".
وأوضح السيسي أنه لا يقصد الأمور المتعلقة بـ"ثوابت الدين، ولكن الفقه يتعامل مع المتغيرات والتحديات في كل مجتمع بس"، على حد قوله.
وضرب السيسي أمثلة لما يقصده، وقال: "اتكلمت عن وثيقة الطلاق، وتبقى مكتوبة لحماية حقوق الناس، وبعدين من غير ما أذكر اسم أو أسماء إحنا طرحنا الموضوع ده على لجنة علمية متخصصة، نسبة كبيرة وافقت ونسبة صغيرة قالت لا، طيب لماذا لم تقره؟ قالوا أصل انت قلته، ولو إحنا وافقناك يبقى بندعم السلطة".
اتهامات للإسلام السياسي
كان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، قد قال الأحد 23 أكتوبر/تشرين الأول 2022، أن "الإسلام السياسي" يطلب المصالحة بعد "استعداء" في الماضي، حينما وصل "هذا الفصيل إلى الحكم وفشل"، حسب تعبير السيسي في كلمته التي وجهها للمصريين.
وتساءل الرئيس المصري، الذي وصل إلى الحكم بعد انقلاب يوليو/تموز 2013، في كلمته: "هل (ثورتا) 2011 و2013 السبب في كل هذا؟ (الأزمات والتحديات).. الإجابة نعم، لأنها أتاحت الفرصة للإسلام السياسي للوصول للحكم"، في إشارة إلى جماعة الإخوان المسلمين.
بنبرة استنكار تابع: "فلما وصل (الإسلام السياسي) للحكم فشل، ولم يعترف بفشله، وبدأ يعتبر أننا ضد الدين، وبالتالي استعدانا كلنا، ويطلب منا المصالحة".
في الوقت ذاته أشار السيسي إلى أن "هذا الفصيل استقر بجهده خلال 50 عاماً، بعدما سمح الرئيس (الراحل أنور) السادات لهم بالحركة، وصارت لهم قواعد ومنهج، بغض النظر سليم أم لا، ولكن ربنا أراد أمراً آخر".
في السياق، أشار السيسي إلى أن "حجم الثقة في قدرة أجهزة الدولة على إيجاد مسار ناجح، وسط خيارات صعبة، يتطلب عملاً صعباً وشاقاً ومستمراً، لم يكن متوفراً في ظل جهود الإسلام السياسي المستمرة في التشكيك والتشويه، وأحياناً التخريب، علماً أنهم لم يكن لديهم مشروع أو خارطة طريق حقيقية لإعادة بناء الدولة".
لكن السيسي، الذي يتولى الرئاسة منذ عام 2014، لم يقدم تفاصيل حول شكل طلب المصالحة، في حين لم يصدر تعليق فوري من جماعة الإخوان، التي تأسست عام 1928، وتوجد "تباينات" داخلها بشأن أي مصالحة محتملة.