فاجأت رئيسة الوزراء الإيطالية، جورجيا ميلوني، الجميع أثناء إجراءات تنصيبها كأول رئيسة وزراء بتاريخ البلاد، بعدما طلبت بأن تتم مخاطبتها بالصيغة المذكرة من لقبها، أي "رئيس وزراء إيطاليا"، وذلك في خطوة تتوافق مع أسلوبها المختلف بالتعامل مع الأمور.
صحيفة The Times البريطانية، ذكرت الإثنين 24 أكتوبر/تشرين الأول 2022، أن عدد الوزيرات في حكومة ميلوني زعيمة حزب "إخوة إيطاليا" المتطرف، جاء أقل من نظيره في الحكومة السابقة.
تضم حكومة ميلوني 6 وزيرات من أصل 24 وزيراً، مقابل 8 وزيرات من أصل 23 وزيراً في عهد رئيس الوزراء السابق ماريو دراغي.
بيترو دي ليو، الكاتب في صحيفة Il Tempo، قال إن هذه الاختيارات كانت "انتصاراً للنسوية الحقيقية على النسوية ذات الدواعي الأيديولوجية في الكوتا النسائية". وقد غيَّرت أيضاً أسماء بعض وزارات الحكومة.
وقع اختيار ميلوني على يوجينيا روكيلا، الناشطة المناهضة للإجهاض، لرئاسة وزارة الأسرة والمواليد، وهو ما يتماشى مع رغبة ميلوني المعلنة في مكافحة التدهور الديموغرافي وقلة معدل المواليد بالبلاد.
كذلك اختارت ميلوني صهرها فرانشيسكو لولوبريغيدا، لمنصب وزير الزراعة والسيادة الغذائية، فيما أثار اختيار جوزيبي فالديتارا وزيراً للتعليم والجدارة بعض الجدل، فقد اعترض بعض المعلمين ونواب المعارضة على اختياره؛ لما وصفوه بآرائه الرجعية.
أيضاً انتقده بعض الناس على وسائل التواصل الاجتماعي، بسبب تأليفه كتاباً يقول فيه إن الإمبراطورية الرومانية "دمرها المهاجرون".
كانت ميلوني البالغة من العمر 45 عاماً قد أدت اليمين الدستورية السبت 22 أكتوبر/تشرين الأول 2022، لتبدأ ولاية أكثر حكومة يمينية التوجه في إيطاليا منذ الحرب العالمية الثانية.
في حفل أداء ميلوني لليمين بقصر كيرينالي الرئاسي، جلست ابنتها جينيفرا، البالغة من العمر 6 أعوام، في الصف الأول، إلى جانب شريك ميلوني، الصحفي التلفزيوني أندريا جيامبرونو.
استقبل دراغي، رئيس الوزراء السابق، خليفته في المنصب بمكتب رئاسة الوزراء في قصر كيجي، لتسليم السلطة إليها رسمياً. وقالت ميلوني له "إنها تأثرت عاطفياً بعض الشيء" باستقبال حرس الشرف لها في ساحة القصر.
خلفت حكومة ميلوني حكومة وحدة وطنية برئاسة رئيس البنك المركزي الأوروبي، دراغي، وتواجه سلسلة من التحديات الشاقة، لا سيما الركود الذي يلوح في الأفق، وارتفاع فواتير الطاقة، وكيفية تشكيل جبهة موحدة في مواجهة الحرب في أوكرانيا.
يُذكر أن أول زعيم أجنبي دعا ميلوني للقائه هو الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، الذي كان يحضر مؤتمر سلام في روما، وقال مكتب ميلوني إن الزعيمين ناقشا قضية ارتفاع أسعار الطاقة، ومساندة أوكرانيا، وإدارة تدفق المهاجرين.
على الرغم من تعهد ميلوني بتقديم الدعم لأوكرانيا، دأب برلسكوني على تقويض هذا الموقف، إذ ألقى في الأسبوع الماضي باللوم على كييف في الغزو الروسي، وكشف أنه تبادل الهدايا و"الرسائل اللطيفة" مع صديقه منذ فترة طويلة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.