تعطل المفاعلات النووية الفرنسية يعمّق أزمة الطاقة لديها.. باريس تحولت من مصدّرة للكهرباء لمستوردة بسبب الانقطاعات

عربي بوست
تم النشر: 2022/10/24 الساعة 14:13 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/10/24 الساعة 14:16 بتوقيت غرينتش
مفاعل EPR في محطة فلامانفيل للطاقة النووية شمال غرب فرنسا/ GettyImages

تعطلت خطط فرنسا لإعادة مفاعلاتها النووية إلى كامل طاقتها هذا الشتاء بعد سلسلة من الانقطاعات، ما أثار مخاوف من تعطُّل أحد المصادر الرئيسية للكهرباء في أوروبا المُعدَّة لمواجهة الضغط الروسي على إمدادات القارة من الطاقة، بحسب صحيفة The Wall Street Journal الأمريكية، الأحد 23 أكتوبر/أكتوبر 2022.

الصحيفة أوضحت أن المنشآت النووية في فرنسا تم تصميمها لتكون بمثابة الخط الأمامي لأمن الطاقة في البلاد، وأنّ 26 مفاعلاً نووياً من أصل 56 في فرنسا غير مشغلة للصيانة أو بسبب تآكل الأنابيب التي تبرد قلب المفاعل.

كما أشارت الصحيفة إلى أن إصلاح تآكل الأنابيب التي تبرد قلب المفاعل يستغرق وقتاً أطول من المتوقع في العديد من المفاعلات، مما يؤخر إعادة تشغيلها بما يصل إلى ستة أسابيع، وفقاً لملفات الهيئات التنظيمية ومسؤول تنفيذي مطلع في أحد المفاعلات الفرنسية.

الاضطرابات العمالية

ووفقاً للصحيفة، فإن الاضطرابات العمالية تعد عقبة أخرى، إذ أدت الإضرابات التي استهدفت 18 مفاعلاً مملوكاً لشركة لطاقة الفرنسية التابعة للدولة EDF SA، إلى تأجيل إعادة تشغيلها لعدة أسابيع، ما يهدد خطط الحكومة لإعادة تشغيل جميع المفاعلات بحلول نهاية الشتاء.

في غضون ذلك، قالت شركة EDF وقادة النقابات إنهم توصلوا إلى اتفاق يوم الجمعة 21 أكتوبر/تشرين الأول لزيادة الرواتب وإنهاء الإضرابات.

وتعد شركة EDF، وهي أكبر مالك لمحطات الطاقة النووية في العالم، واحدة من أهم شركات الطاقة في أوروبا الغربية.

وعادة ما يصدّر أسطول مفاعلاتها كميات كبيرة من الطاقة النووية منخفضة التكلفة إلى البلدان المجاورة، ما يساعد على استقرار الأسعار في المنطقة.

لكن هذا الوضع تغير تغيراً جذرياً هذا العام، حين تحولت فرنسا من واحدة من أكبر مصدري الكهرباء في أوروبا إلى مستوردة بسبب الانقطاعات في مفاعلاتها. 

تفاقم أزمة الطاقة

وأثارت موجة الانقطاعات قلق المسؤولين من أن تؤثر على الكهرباء في فرنسا والمنطقة ككل في الشتاء، حين يصل الطلب على الطاقة في أوروبا إلى ذروته.

وغذت أسعار الطاقة المرتفعة الاضطرابات العمالية التي فاقمت مشكلات الطاقة في فرنسا. 

وأدى إضراب عمال المصافي الفرنسيين بقيادة الكونفدرالية العامة للشغل CGT، وهي نقابة يسارية متطرفة في فرنسا، إلى نقص في البنزين والديزل على مستوى البلاد. 

ويطالب العمال بزيادة رواتبهم بنسبة 10% لمواجهة التضخم. وقاد العمال الذين تمثلهم الكونفدرالية الإضراب في EDF أيضاً، مطالبين بزيادة الأجور بحد أدنى 200 دولار شهرياً.

صيانة المفاعلات

في السياق، تقول فيرجيني نيوماير، زعمية عمال الكونفدرالية في EDF، إن إضرابهم استهدف المفاعلات التي كانت إما تخضع للصيانة أو توقفت عن العمل لتزويدها بالوقود، مشيرة إلى أنه لم يؤثر على الإصلاحات في حوالي 12 مفاعلاً توقف تشغيلها للاشتباه في حدوث تآكل.

ومع ذلك، تأجلت مواعيد بدء تشغيل مفاعلين تم إغلاقهما للتحقق من مشكلة التآكل لمدة ستة أسابيع، وفقاً لإشعارات الهيئات التنظيمية. 

وأحد هذين المفاعلين، في محطة Flamanville على الساحل الشمالي لفرنسا، تأجل تشغيله من 9 أكتوبر/تشرين الأول إلى 26 نوفمبر/تشرين الثاني؛ وتأجل تشغيل المفاعل الآخر، في محطة Bugey بالقرب من ليون، من 30 سبتمبر/أيلول إلى 3 نوفمبر/تشرين الأول.

من جانبه، قال مسؤول فرنسي في القطاع النووي إن هذه التأجيلات كانت نتيجة مشكلات غير متوقعة في الإصلاحات.

فيما أوضح المسؤول التنفيذي أن الإصلاحات في محطة Chooz النووية على الحدود البلجيكية تستغرق وقتاً أطول مما كان متوقعاً، ما قد يصعب معه الالتزام بموعد 13 نوفمبر/تشرين الأول المقرر لبدء تشغيل أول مفاعلي المحطة.

المسؤول التنفيذي قال إن هذا الإضراب قد يكون له تأثير على الإصلاحات إذا تحول العمال للصيانة عوضاً عن إصلاح التآكل.

وامتنعت متحدثة باسم EDF عن التعليق على تأجيلات إعادة تشغيل المفاعلات الفرنسية.

يُذكر أن حكومة الرئيس إيمانويل ماكرون قالت في يوليو/تموز إنها ستشتري حصة الـ16% من EDF التي لا تملكها الدولة، بتكلفة تقارب 10 مليارات دولار.

تحميل المزيد