كبرى الشركات الأمريكية تتجه للسعودية رغم سخط بايدن.. ستحضر “دافوس الصحراء” بمشاركة مسؤولين سابقين

عربي بوست
تم النشر: 2022/10/24 الساعة 11:34 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/10/24 الساعة 16:19 بتوقيت غرينتش
ولي العهد السعودي محمد بن سلمان والرئيس الأمريكي جو بايدن في الرياض، أكتوبر ٢٠٢٢ / رويترز

يهدد الخلاف المتفاقم بخصوص قرار أوبك+ خفض إنتاج النفط بإلحاق ضرر دائم بالعلاقات السياسية بين الولايات المتحدة والسعودية، لكن مؤسسات مالية كبرى في حي "وول ستريت" المالي بنيويورك لا تبدو متأثرة، وفق ما ذكرته وكالة Bloomberg الأمريكية الأحد 23 أكتوبر/تشرين الأول 2022.

إذ يستعد جيمي ديمون، الرئيس التنفيذي لشركة "جي بي مورغان تشيس" وشركاه، وديفيد سولومون، رئيس مؤسسة الخدمات المالية غولدمان ساكس، لحضور قمة مبادرة مستقبل الاستثمار في الرياض "دافوس الصحراء"، التي تنعقد الثلاثاء 25 الشهر الجاري. 

تهديدات أمريكية

في الأثناء، يصعّد البيت الأبيض حربه الكلامية على لسان جو بايدن، الذي يهدد بـ "عواقب" على المملكة لدورها في خفض إنتاج النفط الخام رغم اعتراضات الولايات المتحدة.

الوكالة الأمريكية أشارت إلى أن مبادرة مستقبل الاستثمار، التي تهدف إلى جذب مليارات الدولارات إلى المملكة، تطغى عليها الأحداث الخارجية مرة أخرى. 

فالعلاقات الأمريكية السعودية في أسوأ حالاتها منذ اغتيال الصحفي جمال خاشقجي في أكتوبر/تشرين الأول عام 2018، وهي آخر مرة امتنع فيها قادة الصناعة المالية عن حضور هذا المؤتمر، الذي يطلق عليه أحياناً "دافوس الصحراء".

اقتصاد المملكة هو المستفيد

يفترض أن تكون هذه هي اللحظة التي يتألق فيها الأمير محمد بن سلمان، فارتفاع أسعار النفط وحجم الإنتاج يعني أن اقتصاد المملكة هو الأسرع نمواً في مجموعة العشرين. 

إذ تشهد السعودية أول فائض في الميزانية منذ وصوله إلى السلطة؛ ما يسمح له بتوجيه مليارات الدولارات إلى أسواق الأسهم والأصول على مستوى العالم، والتخطيط لبعض من أكثر مشاريع البناء طموحاً في العالم. وفي ظل تباطؤ الاقتصاد العالمي، كل هذا يجعل المملكة نقطة جذب لا تُقاوم لأصحاب الشركات المالية.

يقول طلال مالك، الرئيس التنفيذي لشركة الاستشارات السعودية Alpha1Strategy: "براعة أسواق وول ستريت المالية تجعلها تعي جيداً الفرق بين المدى القصير وأمور السياسة والمدى الطويل الاستراتيجي".

مسؤولون سابقون يشاركون بالمؤتمر

حتى في الوقت الذي يتهم فيه مسؤولو البيت الأبيض السعودية بالمساعدة في تمويل حرب روسيا في أوكرانيا ورفع  أسعار الوقود على الأمريكيين، يحزم بعض أعضاء الإدارة الأمريكية السابقة أمتعتهم للسفر إلى الرياض. 

إذ يعتزم وزير الخزانة السابق منوشين، والمستشار السابق للبيت الأبيض جاريد كوشنر المشاركة في المؤتمر. وقد تمكنا من انتزاع مليارات الدولارات من صندوق الثروة السيادي للمملكة الذي يرأسه محمد بن سلمان، الحاكم الفعلي للسعودية.

تضم قائمة المشاركين أيضاً الرئيس التنفيذي لشركة بلاك ستون إنك، ستيف شوارزمان، ومؤسس Moelis & Co، كين موليس، وقد كانا مقربين من دونالد ترامب وشاركا في إدارة الأموال السعودية وقدما استشارات لحكومتها في بعض الصفقات. 

بينما من المقرر أيضاً أن يشارك في المؤتمر راي داليو، مؤسس شركة Bridgewater Associates، الذي سيلتقي بمسؤولين سعوديين من بينهم وزير الطاقة الأمير عبد العزيز بن سلمان ومحافظ صندوق الاستثمارات العامة ياسر الرميان، فضلاً عن كبار المسؤولين التنفيذيين في المنطقة مثل خلدون المبارك صاحب شركة مبادلة للاستثمار.

حضور من أوروبا والصين 

من أوروبا، ضمت قائمة المشاركين الرئيس التنفيذي لشركة HSBC Holdings Plc نويل كوين، وفريدريك أوديا رئيس Societe Generale SA، بالإضافة إلى بيل وينترز الرئيس التنفيذي لشركة Standard Chartered Plc رغم امتناعه عن المشاركة في قمة المناخ التي ستنعقد نوفمبر/تشرين الثاني المقبل في مصر. 

في الوقت ذاته، سيستقبل المؤتمر السعودي أيضاً أكبر وفد صيني يضم أكثر من 80 رئيساً تنفيذياً من البلاد.

مؤتمر هذا الأسبوع قد يكون أكثر أهمية لرؤساء قطاع الخدمات المالية من السنوات السابقة؛ إذ تواجه كبرى شركات العالم صعوبة بالغة في جذب رأس المال في هذه البيئة الاقتصادية المظلمة، وفق بلومبرغ.

كما أنه مع ارتفاع معدلات التضخم، وارتفاع أسعار الفائدة، وأزمة الطاقة العالمية، وأسواق السندات المضطربة، التي أثرت على عديد من المستثمرين، أصبحت الصناديق الحكومية القوية -مثل السعودية- أكثر أهمية من أي وقت مضى.

تحميل المزيد