قال وكيل أعمال الكاتب البريطاني من أصول هندية سلمان رشدي، الأحد 23 أكتوبر/تشرين الأول 2022، إن الكاتب فقد البصر بإحدى عينيه، وأصيب بإعاقة في إحدى يديه، إثر هجوم تعرض له على خشبة مسرح خلال حدث أدبي في غرب نيويورك، في أغسطس/آب الماضي.
التصريحات التي أدلى بها أندرو وايلي، الذي يمثل عمالقة الأدب مثل سول بيلو وروبرتو بولانو، عن الإصابات التي تعرض لها رشدي في الهجوم "الوحشي"، جاءت في مقابلة مع صحيفة الباييس الإسبانية، لافتاً إلى أن إصابات رشدي (75 عاماً) "بالغة".
إلى جانب فقدانه البصر بإحدى عينيه، فقد أصيب رشدي بثلاثة جروح خطيرة في رقبته. بينما إحدى يديه أصيبت بعجز بسبب قطع الأعصاب في ذراعه، ولديه نحو 15 إصابة أخرى في الصدر والجذع، حسبما أفاد وايلي.
لكن وكيل الأعمال رفض الإفصاح عما إذا كان مؤلف كتاب "آيات شيطانية" لا يزال في المستشفى، بعد الهجوم الذي تعرض له قبل أكثر من شهرين.
هجوم المسرح
في 12 أغسطس/آب الماضي، قالت الشرطة الأمريكية إن رجلاً من نيوجيرسي، يبلغ من العمر 24 عاماً، طعن الكاتب في رقبته وجذعه، بينما كان رشدي يهم بإلقاء محاضرة في مؤسسة تشاوتاكوا، على بعد 19 كيلومتراً تقريباً من بحيرة إيري.
ونُقل الروائي إلى المستشفى بعد إصابته بجروح خطيرة جراء الهجوم، منها تلف الأعصاب في ذراعه، وإصابات في الكبد، واحتمال فقد البصر بإحدى عينيه، على حد قول وايلي في ذلك الوقت.
وجاء الهجوم بعد 33 عاماً من إصدار الزعيم الإيراني الأعلى آنذاك، آية الله الخميني، فتوى بإهدار دمه، بعد أشهر قليلة من نشر رواية "آيات شيطانية"؛ ما دفعه لقضاء تسع سنوات متخفياً تحت حماية الشرطة البريطانية.
ودفع المتهم بطعن رشدي ببراءته من تهمة الشروع في القتل من الدرجة الثانية وتهمة الاعتداء من الدرجة الثانية. وهو محتجز في سجن غربي نيويورك على ذمة القضية دون إمكانية الإفراج عنه بكفالة.
يشار إلى أن المتهم بطعن رشدي هو مواطن أمريكي من أصل لبناني، يدعى هادي مطر، وتقول أمه إن ابنها زار بلده الأم لبنان في 2018، وعاد "انطوائي المزاج ومتعصباً دينياً"، بحسب ما صرحت به في مقابلة مع "الديلي ميل" البريطانية.
ورشدي قد أصبح مواطناً أمريكياً في 2016، ويعيش بمدينة نيويورك، وكان منتقداً شرساً للدين بوجه عام، كما كان ينتقد القمع والعنف بمسقط رأسه الهند، وذلك في ظل الحكومة الهندوسية القومية برئاسة رئيس الوزراء ناريندرا مودي، عضو حزب بهاراتيا جاناتا.
يعيش الكاتب المولود في الهند تحت التهديد، بعد رصد مكافأة لمن يقضي عليه، بسبب روايته "آيات شيطانية" الصادرة في عام 1988، والتي يرى مسلمون أنها تحتوي على فقرات تعد إلحاداً. وفي عام 1989 أصدر المرشد الأعلى الإيراني آنذاك آية الله روح الله الخميني فتوى بإهدار دمه.