قالت وسائل إعلام رسمية إيرانية، الأحد 23 أكتوبر/تشرين الأول 2022، نقلاً عن منظمة الطاقة الذرية بالبلاد، إن خادم البريد الإلكتروني التابع لإحدى الشركات الفرعية لمنظمة الطاقة، "تم اختراقه من دولة أجنبية"، ما أدى إلى نشر بعض المعلومات على الإنترنت.
الإدارة العامة للدبلوماسية العامة والإعلام، في منظمة الطاقة الذرية، اعتبرت أن نشر المعلومات "خطوة بهدف جذب الانتباه العام".
يأتي هذا الإعلان الرسمي عن اختراق منظمة الطاقة بالبلاد، بعدما أعلنت مجموعة قرصنة تُسمي نفسها "بلاك ريوارد"، عن شنها هجوماً سبرانياً على المنظمة، وقالت إنها تحذّر "النظام الإيراني" من نشر وثائق إذا لم يلبِّ مطالب المحتجين في البلاد.
أمهلت المجموعة السلطات الإيرانية 24 ساعة، للإفراج عن المعتقلين السياسيين الذين تم سجنهم، على خلفية الاحتجاجات التي تشهدها إيران منذ أسابيع، والتي فجَّرتها وفاة الشابة مهسا أميني عقب توقيفها من قبل "شرطة الأخلاق".
القراصنة قالوا في بيان، إنه في حال عدم امتثال السلطات، فإنهم سينشرون وثائق "تعرف السلطات الإيرانية جيداً مدى تأثيرها على المشروع النووي".
كانت "بلاك ريوارد" قد أعلنت أيضاً الأسبوع الماضي، أنها اخترقت رسائل البريد الإلكتروني لمديري وموظفي قناة "برس تي في" التابعة لمؤسسة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية، وفقاً لما ذكره موقع "إيران إنترناشيونال".
ينشر حساب "بلاك ريوارد" على تويتر، بشكل يومي، صوراً لوثائق قال إنه عُثر عليها بعد شنه هجمات سيبرانية.
كان ناشطون يدعمون الاحتجاجات في إيران، قد اخترقوا بثّاً إخبارياً مباشراً للتلفزيون الحكومي، ووضعوا إشارة تصويب وألسنة لهب على وجه المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي، ولقي تسجيل فيديو للاختراق انتشاراً واسعاً على الإنترنت.
يأتي هذا فيما تتواصل الاحتجاجات بإيران، ونفّذ تجار وعمّال في عدّة مدن إيرانية إضراباً، السبت 22 أكتوبر/تشرين الأول 2022، في إطار الاحتجاجات على السلطات.
تواجه السلطات الإيرانية الاحتجاجات بالقمع، وفقاً لما تؤكده منظمات حقوقية، وبينها "منظمة حقوق الإنسان في إيران"، ومقرها أوسلو، والتي قالت إن 122 شخصاً قُتلوا خلال الاحتجاجات، التي تُعد الأوسع منذ الاحتجاجات التي شهدتها إيران في عام 2019 على ارتفاع أسعار الوقود.
في هذه الأثناء، دعت إحدى نقابات المعلّمين إلى إضراب وطني في البلاد، الأحد والإثنين 23 و24 أكتوبر/تشرين الأول 2022؛ للتنديد بحملة القمع.
المجلس التنسيقي لنقابات المعلمين الإيرانيين قال في بيان، إن "الاعتصام" سيكون ردّاً على "القمع المنهجي" الذي تمارسه القوات الأمنية في المدارس.
عدّد المجلس أسماء أربعة مراهقين قال إنهم قُتلوا خلال حملة القمع، وهم: نيكا شاهكرامي، وسارينا اسماعيل زاده، وأبو الفضل أدين زاده، وأسرا بناهي. كذلك أشار إلى توقيف عدد كبير من المعلّمين، مضيفاً أن "المعلّمين الإيرانيين لن يتسامحوا مع هذا الاستبداد (…)"، وجدد دعمه لحركة الاحتجاج.
يُشار إلى أن السلطات الإيرانية دأبت منذ بدء الاحتجاجات، على مهاجمة المتظاهرين، وقالت إن جهات أجنبية تقف وراء موجة الغضب في البلاد.