دعت أوكرانيا دول العالم إلى حظر قناة "روسيا اليوم" التلفزيونية الحكومية الروسية، الأحد 23 أكتوبر/تشرين الأول 2022، واصفةً القناة بأنها تحرض على الإبادة الجماعية، إثر ظهور مذيع في بث حي يقول إن الأطفال الأوكرانيين الذين كانوا ينظرون للروس باعتبارهم محتلين في عصر الاتحاد السوفييتي كان يجب إغراقهم.
في برنامج تم بثه الأسبوع الماضي، قال أنطون كراسوفسكي، مقدم البرامج في القناة، إن الأطفال الذين كانوا ينتقدون روسيا كان يجب "إلقاؤهم مباشرة في نهر تياره سريع".
كان كراسوفسكي، وهو معلق مؤيد للحرب بالتلفزيون الروسي، المفروض عليه عقوبات من الاتحاد الأوروبي، يرد بذلك على رواية لمؤلف الخيال العلمي الروسي سيرجي لوكيانينكو، عن أطفال أوكرانيين أبلغوه بأنهم كانوا سيعيشون حياة أفضل لولا احتلال موسكو لبلدهم، وذلك عندما زار لوكيانينكو أوكرانيا لأول مرة في الثمانينيات.
رداً على ذلك، قال كراسوفسكي: "كان ينبغي إغراقهم في (نهر) تيسينا… فقط أغرق هؤلاء الأطفال، أغرقهم"، مضيفاً أنه كان يمكن بدلاً من ذلك دفعهم إلى أكواخ وإحراقهم.
في جزء قصير من المقابلة التي تم نشرها على وسائل التواصل الاجتماعي، سخر كراسوفسكي أيضاً من التقارير التي تفيد بأن الجنود الروس اغتصبوا نساء أوكرانيات مسنات أثناء الغزو.
أوكرانيا تطالب بحظر القناة
من جانبه، قال وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا، في تغريدة على تويتر مرتبطة بمقطع من المقابلة "الحكومات التي لم تحظر حتى الآن قناة آر.تي يجب أن تشاهد هذا المقطع".
وأضاف كوليبا "التحريض العدواني على الإبادة الجماعية (سنحاكم هذا الشخص على ذلك)، هو أمر لا علاقة له بحرية التعبير. احظروا آر.تي في جميع أنحاء العالم".
يشار إلى التلفزيون الرسمي الروسي، الذي يسيطر عليه الكرملين، من المشجعين الصاخبين للهجوم الروسي على أوكرانيا، وينفي مقدمو البرامج فيه بشكل معتاد تقارير جرائم الحرب الروسية، ويستخدم كثيرون وقت البث لدعوة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى تبني نهج أكثر عدوانية فيما يتعلق بالهجوم، وفق رويترز.
قنبلة "قذرة"
على صعيد آخر، أثارت روسيا ردود فعل أوكرانية، في وقت سابق الأحد، بعد أن حذرت من أن أوكرانيا "قد تستخدم" قنبلة "قذرة"، في حين نفت كييف تلك الاتهامات ووصفتها بـ"الأكاذيب"، لكنها حذرت في الوقت ذاته من تخطيط روسيا لفعل أمر مماثل.
وزير الخارجية الأوكراني، ديمترو كوليبا، اتهم روسيا بـ"الكذب"، مضيفاً أن "الأكاذيب الروسية بشأن تخطيط أوكرانيا المزعوم لاستخدام قنبلة قذرة سخيفة بقدر ما هي خطيرة".
ولفت كوليبا إلى أن أوكرانيا "عضو ملتزم بمعاهدة حظر الانتشار النووي، ليس لدينا أية قنابل قذرة، ولا نخطط للحصول على أي منها". وتابع: "ثانياً، الروس غالباً ما يتهمون الآخرين بما يخططون هم لفعله".
كان وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، قد حذر، الأحد، من استخدام أوكرانيا "المحتمل"، لما سماه بـ"القنبلة القذرة"، وذلك خلال اتصالين هاتفيين أجراهما شويغو مع نظيريه الفرنسي سيباستيان ليكورنو، والتركي خلوصي أكار.
كما أجرى الوزير الروسي مكالمة هاتفية أخرى مع وزير الدفاع البريطاني بن والاس، في سلسلة اتصالات هاتفية ناقشت الوضع في أوكرانيا، التي تشهد هجوماً روسياً، منذ 24 فبراير/شباط، مطلع العام الجاري.
كذلك بحث شويغو الوضع في أوكرانيا، مع نظيره الأمريكي لويد أوستن أيضاً، وهو ثاني اتصال بينهما منذ بدء الحرب الروسية الأوكرانية.
وقال شويجو إن أوكرانيا ربما تُقدم على التصعيد باستخدام "قنبلة قذرة"، وهي متفجرات تقليدية ممزوجة بمواد مشعة، دون تقديم أدلة. ولا تملك أوكرانيا أسلحة نووية، بينما تقول روسيا إن بوسعها حماية الأراضي الروسية بترسانتها النووية.