دشّنت اليونان، الجمعة 21 أكتوبر/تشرين الأول 2022، عملياتها داخل مركز دولي جديد لتدريب الطيارين أنشأته بالشراكة مع دولة الاحتلال، وذلك في ظل محاولة أثينا لتطوير أفضليتها الجوية على منافستها الإقليمية، تركيا، بحسب ما قالته صحيفة Washington Post الأمريكية، الجمعة 21 أكتوبر/تشرين الأول 2022.
ووقعت شركة المقاولات العسكرية الإسرائيلية Elbit الصفقة، التي بلغت قيمتها 1.65 مليار دولار، مع الحكومة اليونانية.
بحسب الصحيفة الأمريكية، ستساعد الشركة الإسرائيلية في إدارة المنشأة الواقعة داخل قاعدة جوية على مشارف مدينة كالاماتا جنوب اليونان.
وتنفذ اليونان مشروعاً لتطوير القوات المسلحة حالياً، ويُركّز المشروع بصورةٍ أساسية على القوات الجوية، لأن اليونان تأمل التفوق على تركيا في هذا المجال.
كما ستحصل أثينا على مقاتلات الرافال الفرنسية المتطورة لترقية أسطولها القديم من مقاتلات إف-16 القديمة، كما ترغب في الانضمام إلى برنامج مقاتلات إف-35 الأمريكية.
بدأ تشغيل مركز التدريب الجديد، الجمعة، باستخدام 14 من أصل 25 طائرة بيتشكرافت تي-6 ذات المحرك الواحد. ومن المتوقع توسيع الأسطول، العام المقبل، بعد استلام 19 مقاتلة تدريب إيطالية الصنع من طراز إلينيا إرماتشي إم-346، التي تأتي مجهزةً بإلكترونيات طيران افتراضية تحاكي سيناريوهات القتال والطيران.
بينما قال اللواء جيورجيوس فاغيناس، قائد قيادة التدريب في القوات الجوية اليونانية، إن طائرات تي-6 ستوفر 7000 ساعة تدريب على الطيران سنوياً، بينما ستوفر طائرات إم-346 نحو 3500 ساعة تدريب.
أوضح فاغيناس: "ستعمل هذه المنشآت على إعداد الأسراب القتالية من أجل قيادة جيل الطائرات المقاتلة الجديدة التي استحوذت عليها القوات الجوية مؤخراً. وستمثل تلك الأسراب الآلية الرئيسية لمواجهة التهديدات… الآتية من جارتنا في الشرق".
تطور الأزمة بين تركيا واليونان
ودخل الخلاف التركي اليوناني مرحلة قد تكون خطيرة بعد اتهام أنقرة لأثينا بمضايقة مقاتلاتها فوق بحر إيجة بشكل عدائي في أغسطس/آب 2022، فيما تساءل مراقبون عما إذا النزاع بين البلدين العضوين في حلف الناتو قد دخل مرحلة جديدة، خاصة بعد اتهامات أنقرة لأثينا بالمضي قدماً في تسليح الجزر اليونانية، في مخالفة صريحة للمعاهدات التي فرضت اليونان بموجبها سيادتها على هذه الجزر.
وتعرضت مقاتلات تركية للتحرش من جانب منظومة دفاع جوي من طراز "إس-300" عائدة لليونان، في أثناء قيامها بمهام في بحر إيجة وشرق المتوسط يوم 23 أغسطس/آب، بينما كانت المقاتلات تقوم بطلعات في المجال الجوي الدولي فوق بحر إيجة وشرقي المتوسط، حسبما أفادت مصادر في وزارة الدفاع التركية، أمس الأحد.
بالنسبة لأنقرة فإن الخطير والمستفز في هذه الحادثة هو قيام الجانب اليوناني بالتحرش بمقاتلات إف-16 تركية، عبر تتبُّعها برادار منظومة "إس-300" الروسية الصنع المنصوبة في جزيرة كريت.
وسبق أن حذّر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في سبتمبر/أيلول 2022، اليونان من مغبة التمادي في ممارساتها الاستفزازية، مؤكداً عدم اعتراف أنقرة باحتلال اليونان لبعض الجزر.
وقال أردوغان: "أيتها اليونان، انظري إلى التاريخ، إذا تماديتِ أكثر فسيكون ثمن ذلك باهظاً، لدينا جملة واحدة لليونان: لا تنسي (كيف طردناكم من) إزمير"، في إشارة إلى حرب الاستقلال التركية التي طردت القوات اليونانية من إزمير غربي البلاد قبل 100 عام.
أردف مخاطباً أثينا، التي تشهد توتراً مع أنقرة بشأن مياه شرق المتوسط: "لا نعترف باحتلالكم للجزر، سنقوم بما يلزم عندما يحين الوقت، يمكننا أن نأتي على حين غرة ذات ليلة".
وتؤكد أنقرة مراراً، أن اليونان "تنتهك" الوضع القائم في جزر شرق بحر إيجة، وأن عليها نزع الأسلحة، وإلا "فسيبدأ بحث مسألة السيادة"، حسب تصريحات سابقة لوزير الخارجية التركي، مولود تشاووش أوغلو، في مايو/أيار.
وذكر الوزير التركي أنه تم وضع عدد من الجزر تحت سيطرة اليونان عام 1923 بموجب اتفاقية لوزان، وعدد آخر وفقاً لاتفاقية باريس عام 1947، مشيراً إلى أن الاتفاقيتين تضمنتا شرط عدم تسليح هذه الجزر.
كما لفت إلى أن الحكومة اليونانية أنكرت في البداية تسليحها الجزر المعنية، ثم اعترفت لاحقاً، مبررة ذلك بـ"وجود تهديد من تركيا".