أعلن الحوثيون في اليمن، مساء الجمعة 21 أكتوبر/تشرين الأول 2022، عن شن هجوم على ميناء نفطي جنوبي البلاد، في عملية قالت الحكومة إنّها لم تؤد لأضرار بشرية مادية.
الحوثيون الذين يسيطرون على العاصمة ومناطق شاسعة في شمال اليمن، قالوا في بيان إنهم نفذوا "ضربةً تحذيريةً بسيطة" على ميناء الضبة الخاضع لسيطرة الحكومة في محافظة حضرموت لمنعها من "نهب النفط الخام".
هذه أوّل عملية من نوعها يتبناها الحوثيون منذ انتهاء الهدنة في اليمن في الثاني من أكتوبر/تشرين الأول 2022.
أشار بيان الحوثيين إلى أن هذا الهجوم "أتى منعاً لاستمرار عمليات النهب الواسعة للثروة النفطية وعدم تخصيصها لخدمة أبناء الشعب في ما يخص مرتبات موظفيه"، في إشارة الى مطالبتهم بالحصول على حصة من مبيعات النفط اليمني لصالح موظفيهم.
من جهته، قال محافظة حضرموت مبارك مبخوت في بيان إنّ طائرتين مسيرتين مفخّختين انفجرتا في المياه بالقرب من سفينة كانت تستعد لأن ترسو في الميناء الواقع في جنوب اليمن على بعد نحو 550 كلم جنوب العاصمة.
كذلك نقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن مسؤول عسكري في الحكومة اليمنية، قوله إنه "لم تسجّل أضرار مادية أو بشرية"، فيما حذرت الحكومة في بيان من أن "كل الخيارات مفتوحة للتعامل مع الهجوم الإرهابي"، كما اعتبر وزير الإعلام معمر الإرياني أن العملية "تصعيد خطير".
يأتي هذا فيما يطالب الحوثيون المدعومون من إيران الحكومة التي يساندها تحالف عسكري بقيادة السعودية بدفع رواتب موظفي سلطتهم وعسكرييهم المتقاعدين في المناطق الخاضعة لسيطرتهم، وهو ما ترفضه السلطة المعترف بها دولياً.
يتزامن ذلك مع تهديد خطر المجاعة للملايين من سكان اليمن، فيما يحتاج آلاف، بينهم الكثير من سكان المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، إلى علاج طبي عاجل غير متوافر في البلد الذي تعرّضت بنيته التحتية للتدمير، إذ يعتمد نحو 80% من سكان اليمن البالغ عددهم 30 مليون نسمة، على المساعدات للاستمرار.
كذلك يواجه مبعوث الأمم المتحدة لليمن صعوبات في إحياء الهدنة التي استمرت ستة أشهر، بعد عدم توصّل الحكومة اليمنية وجماعة الحوثيين إلى اتفاق على تمديدها في بداية الشهر الحالي.
كان الحوثيون قد لوّحوا، الأحد 2 أكتوبر/تشرين الأول 2022، باستهداف مواقع نفطية في السعودية والإمارات، مطالبين الشركات العاملة في الدولتين الخليجيتين بـ"المغادرة"، وذلك تزامناً مع انتهاء الهدنة.
كانت الحرب في اليمن قد بدأت مع انقلاب جماعة أنصار الله (الحوثيين) على الحكومة اليمنية في سبتمبر/أيلول 2014، ثم قادت السعودية والإمارات تحالفاً لدعم الشرعية في اليمن منذ مارس/آذار 2015، بهدف القضاء على الحوثيين وإعادة حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي إلى الحكم.
منذ ذلك الحين تتواصل الحرب في اليمن بين الحوثيين المدعومين من إيران، وبين الحكومة.