شهدت مدن في الضفة الغربية، مساء الأربعاء 19 أكتوبر/تشرين الأول 2022، مَسيرات غاضبة بعد إعلان استشهاد الشاب عدي التميمي، منفذ عملية مخيم شعفاط، وذلك بعد مطاردة الاحتلال له لمدة 11 يوماً، فرضت خلالها حصاراً على المخيم.
المسيرات عمَّت مخيم شعفاط في القدس، مسقط رأس الشهيد، والحي الذي شهد حصاراً واقتحامات إسرائيلية بحثاً عنه، وكذلك في شوارع مدن رام الله والخليل ونابلس وبيت لحم، وبلدتي سلواد ونعلين ومخيم جنين.
بحسب وسائل إعلام فلسطينية، فقد جابت المظاهرات الشوارع والطرقات وهتفت تنديداً بجرائم الاحتلال ونصرة للشهيد التميمي، الذي اشتبك مع قوات الاحتلال حتى اللحظات الأخيرة، وبقي يطلق الرصاص حتى استشهاده.
كما تجمَّع الآلاف أمام منزل الشهيد عدي التميمي في مخيم شعفاط، دعماً ومساندته لعائلته.
فيما اندلعت مواجهات على مدخل بلدة الرام شمال القدس، وعند مدخل بلدة العيزرية شرق المدينة المحتلة.
كما صدحت مساجد الضفة والقدس بالتكبيرات وبيانات النعي للشهيد التميمي، وسط دعوات للإضراب والنفير العام الخميس.
نعي من الفصائل
من جانبه، أكد الناطق باسم حركة حماس عن مدينة القدس محمد حمادة، أن الشهيد عدي التميمي ترك في قلب كل فلسطيني فخراً ومجداً ستتحدث عنه الأجيال.
وقال حمادة إن عملية عدي التميمي انتقام لما يرتكبه الاحتلال والمستوطنون بحق المسجد الأقصى المبارك.
وأصدرت مجموعة "عرين الأسود" في نابلس، بياناً نعت فيه الشهيد التميمي، ودعت من خلاله إلى "ليلة غضب على الاحتلال لأجل عدي التميمي". وقالت مخاطبةً الشهيد التميمي: "نقسم أننا سنؤدي لك التحية العسكرية في صدورهم قبل بزوغ الفجر".
فيما نعت الجبهة الشعبيّة، الشهيد عدي التميمي ودعت في بيانٍ لها، جماهير الشعب الفلسطيني إلى تصعيد المواجهة مع الاحتلال الإسرائيلي؛ رداً على جرائمه المتصاعدة.
وأشادت الجبهة بالشهيد عدي التميمي ابن مدينة القدس المحتلة، والذي قضى شهيداً بعد أن "أصاب الكيان الإسرائيلي بحالةٍ من الهستيريا والرعب وأرهق أجهزة الأمن عدة أيام متواصلة"، كما قالت في بيانها.
من جانبها، دعت حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) إلى إضراب شامل الخميس؛ "حداداً على روح الشهيد عدي التميمي، وتنديداً بجرائم الاحتلال الإسرائيلي".
ودعت الحركة، إلى "تصعيد المواجهات على كافة نقاط التماس في محافظات الوطن، وفاءً للشهداء، وتأكيداً لنهج النضال والكفاح الوطني".
كما أعلن اتحاد المعلمين الفلسطينيين أن الخميس سيكون إضراباً شاملاً في جميع المدارس والمديريات ووزارة التربية والتعليم، حداداً على روح التميمي، واستجابة لدعوات الإضراب الشامل.
ومساء الأربعاء، استشهد الشاب عدي التميمي (22 عاماً)، برصاص حراس أمن الاحتلال الإسرائيلي عند مدخل مستوطنة شرق القدس، عقب إطلاقه النار على أحد الحراس، بعد 11 يوماً من عمليات تمشيط لأجهزة أمن الاحتلال واسعة بحثاً عنه.
رداً على اعتداءات إسرائيلية متواصلة، فتح التميمي في 8 أكتوبر/تشرين الأول، النار على حاجز شعفاط العسكري، فقتل مجندة إسرائيلية وأصاب آخر بجروح، قبل أن يلوذ بالفرار.