أصدرت رئيسة تنزانيا، سامية صولحو حسن، توجيهات لنساء بلادها بتقليل الإنجاب للحدِّ من طفرة الزيادة في عدد المواليد بالدولة الواقعة في شرق إفريقيا، بحسب صحيفة The Times البريطانية، الأربعاء 19أكتوبر/تشرين الأول 2022.
وجاءت تصريحات حسن، التي تولت رئاسة البلاد العام الماضي، خلال زيارة لها إلى منطقة غيتا الواقعة في غرب البلاد، والتي أكدت فيها أن تحديد النسل سيُساعد في إنقاذ اقتصاد البلاد المتعثر.
وقالت سامية حسن: "بلغني، أثناء زيارة قسم الولادة في بوزليزلي بمنطقة غيتا، [أن] أحد المراكز الصحية يشهد ولادة ألف طفل كل شهر. والسؤال هنا: كم ستكون عدد الفصول الدراسية المطلوبة لاستقبال هؤلاء الأطفال بعد 3 سنوات؟ والمراكز الصحية؛ كم مركزاً صحياً سيكون مطلوباً لخدمة جميع هؤلاء الأطفال؟ كم طناً من المواد الغذائية؟ [لذلك أقول] دعونا نقلل من معدل الإنجاب ونتحكم فيه".
الصحيفة البريطانية أشارت إلى أنه لما كان النظام القائم في البلاد نظاماً سلطوياً، فإن المراقبين يقولون إن حديث الرئيس في تنزانيا عن سياسة معينة غالباً ما يُعامل معاملة الإقرار لهذه السياسة.
رئيسة تنزانيا تخالف سلفها بشأن الإنجاب
انطوت تصريحات حسن على اختلاف جديد عن سلفها جون ماغوفولي، إذ تأتي دعوتها لسياسة الحد من الإنجاب، بعد شهور من إلغائها القرار المثير للجدل الذي فرضه الرئيس السابق على الفتيات اللاتي يُنجبن بالعودة إلى المدارس.
كان ماغوفولي ينتمي إلى الروم الكاثوليك المتدينين، وهو من الزعماء الذين أنكروا وجود فيروس كورونا، وكان لديه 7 أطفال، ويحض النساء علانية على عدم استخدام وسائل منع الحمل، حتى إنه وصف من يفعلون ذلك بأنهم كسالى.
إذ قال ماغوفولي في تجمع حاشد عام 2018: "أنتم شعب (ميتو) تربون الماشية، أنتم من أحسن المزارعين. يمكنكم إطعام أطفالكم، فلِمَ تفكرون في تحديد النسل؟"، وزعم أنه رأى الآثار الضارة لتحديد النسل في أوروبا، فقد أدى انخفاض معدل المواليد إلى نقص العمالة.
وبعد إقرار مجانية التعليم في المرحلتين الابتدائية والإعدادية عام 2016، قال ماغوفولي: "بات يمكن للناس التخلص من موانع الحمل، فالتعليم مجاني الآن!".
معدل الإنجاب في تنزانيا
تشير بيانات البنك الدولي في عام 2020 إلى أن معدل الإنجاب في تنزانيا بلغ 4.8 مولود لكل امرأة، وهو ينخفض بمعدل أبطأ من كينيا وإثيوبيا المجاورتين بسبب ارتفاع معدل الزواج المبكر وتدني الاعتماد على وسائل منع الحمل.
يعيش ما يقرب من نصف سكان تنزانيا البالغ عددهم 60 مليون نسمة على أقل من دولارين في اليوم. وقد تفاقم ارتفاع معدلات التضخم وزاد تباطؤ النمو في اقتصاد دول شرق إفريقيا، بفعلِ التغير المناخي وجائحة كورونا، ثم الغزو الروسي لأوكرانيا وتداعياته الاقتصادية.