كشف استطلاع رأي أجرته مؤسسة "غالوب" Gallup الأمريكية، أن 70% من الأوكرانيين يؤيدون مواصلة القتال حتى تنتصر بلادهم في الحرب ضد روسيا، لا سيما في ظل الهجمات المضادة التي تشنها أوكرانيا، التي تمكنت من استعادة مساحات من الأراضي التي تسيطر عليها روسيا جنوب البلاد وشرقها.
هذا الاستطلاع أُجري في أوائل سبتمبر/أيلول 2022، ونُشرت نتائجه يوم الثلاثاء 18 أكتوبر/تشرين الأول 2022، وفقاً لما ذكرته صحيفة The Washington Post الأمريكية.
مؤسسة "غالوب" قالت إن جميع المناصرين لاستمرار القتال قالوا إن الانتصار في هذه الحرب يعني العمل على استعادة جميع الأراضي التي استولت عليها القوات الروسية، ومنها شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا منذ عام 2014.
أُجري هذا الاستطلاع عبر الهاتف، أي قبل الهجمات التي تشنها روسيا منذ أسبوع على العاصمة الأوكرانية كييف ومنشآت الطاقة في جميع أنحاء أوكرانيا، وقبل هجمات الطائرات المسيرة الانتحارية في العاصمة الأوكرانية هذا الأسبوع.
من جانبهم، وصف مسؤولون أوكرانيون نتائج استطلاع "غالوب" بأنها إشارة إلى أن البلاد لديها الرغبة والعزيمة على التحمل ومواصلة القتال، وقال ماريان زابلوتسكي، نائب البرلمان الأوكراني، في تصريح للصحيفة الأمريكية، إنه "خيار: إما القتال وإما الإبادة الجماعية".
زابلوتسكي اعتبر أن مساندة الناس للجهود الحربية مساندة كبيرة للغاية، "لأن الأوكرانيين يعرفون أن البديل هو الفظائع التي أحدثتها القوات الروسية في المدن التي استولت عليها، ولفت إلى أنه بالنسبة للأوكران فإن "أي نوع من المقاومة خير لهم من مصير الناس في المناطق التي غزتها روسيا".
كذلك أظهرت نتائج الاستطلاع، أن التأييد للجيش الأوكراني بلغ مستوى قلَّ نظيره بين دول العالم، إذ قال 94% من المشاركين في التصويت إنهم يثقون بالقوات المسلحة.
أيضاً وعلى الرغم من المخاوف من تدهور اقتصاد البلاد وتردي سبل المعيشة، فإن البيانات أظهرت ثقة الجمهور بالحكومة الوطنية، فقد بلغت نسب الثقة أعلى مستوى مسجل بين استطلاعات الرأي المماثلة التي أجرتها مؤسسة "غالوب" على مدار 17 عاماً.
خلص الاستطلاع إلى أن الغزو الروسي لأوكرانيا أزاح الانقسام القائم منذ مدة طويلة بين الأوكرانيين بشأن روسيا والغرب، ومنحهم إحساساً مشتركاً بالاجتماع على غاية واحدة، وعزز آمال الناس في توثيق العلاقات بالاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي (الناتو).
في هذا الصدد يشير استطلاع "غالوب" إلى أن 73% من الأوكرانيين يرون أن بلادهم ستنضم إلى الاتحاد الأوروبي في غضون 10 سنوات، ويذهب 64% منهم إلى أن البلاد ستكون عضواً بـ"الناتو" في أثناء المدة نفسها.
مع ذلك، كشف الاستطلاع عن تفاوت في التأييد الشعبي لمواصلة القتال، بين الرجال والنساء، ففي حين يؤيد 76% من الرجال الأوكرانيين مواصلة القتال، فإن نسبة التأييد تنخفض إلى 64% بين النساء.
كذلك يزداد التفاوت حدة بين أقاليم البلاد حول الحرب، فترتفع نسب التأييد لمواصلة القتال في كييف إلى نسبة 83%، وفي غرب أوكرانيا إلى 82%، أما في أقاليم الشرق والجنوب التي يدور فيها القتال وتشتد فيها المعارك البرية، فتقل نسب التأييد كثيراً، لتبلغ 56% في الشرق، و58% في الجنوب.
النائب الأوكراني زابلوتسكي أقر بأن تأييد الأوكرانيين لمواصلة القتال قد يتفاوت مقداره بين منطقة وأخرى، إلا أنه أشار إلى أن بعض مناطق البلاد يعيش فيها عدد كبير من الروس.
أضاف أن "19% من المواطنين الأوكرانيين يرون أنفسهم روسيين"، ويقيم معظمهم بالقرب من الحدود الروسية في شرق البلاد، وهم أكثر عرضة للدعاية الروسية.
وفي الوقت نفسه، قال 26% من الأوكرانيين في عموم البلاد، إن الحكومة يجب أن تتفاوض لإنهاء القتال في أسرع وقت ممكن.