لن تُوجه دعوات إلى مسؤولين حكوميين أمريكيين، لحضور مؤتمر استثمار سعودي يطلق عليه "دافوس في الصحراء" ويعقد نهاية الشهر الجاري، وذلك في وقت تشهد فيه العلاقات بين واشنطن والرياض توتراً كبيراً، على خلفية دعم السعودية خفض إنتاج النفط في منظمة "أوبك+"، وهو الأمر الذي أغضب أمريكا.
جاء ذلك بحسب ما أفاد به مدير الجهة المنظمة ريتشارد آتياس، الإثنين 17 أكتوبر/تشرين الأول، مشيراً إلى عدم الرغبة في أن يصبح المؤتمر "منصة سياسية".
آتياس وهو الرئيس التنفيذي للمؤسسة غير الربحية المنظمة لـ"مبادرة مستقبل الاستثمار"، قال في تصريح لوكالة الأنباء الفرنسية، إنه من المتوقع أن يشارك ما يصل إلى 400 من الرؤساء التنفيذيين للشركات الأمريكية في نسخة العام الحالي.
تجتذب المبادرة، وهي عبارة عن مؤتمر مدته ثلاثة أيام من المقرر أن يبدأ في 25 تشرين أكتوبر/تشرين الأول 2022 في الرياض، عمالقة "وول ستريت" ومسؤولين رفيعي المستوى من جميع أنحاء العالم.
كان ستيفن منوتشين، الذي شغل منصب وزير الخزانة في عهد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، قد ألقى كلمة أمام المؤتمر في نسخته الأولى عام 2017، قبل إعلانه انسحابه من المشاركة في العام التالي، وسط غضب عالمي بشأن مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي، في قنصلية بلده بمدينة إسطنبول.
كما حضر نسخة عام 2021 دون جريفز، نائب وزير التجارة في عهد الرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن، ورداً على سؤال حول تمثيل الولايات المتحدة هذا العام، قال آتياس: "لم ندعُ أي مسؤول حكومي أمريكي".
أضاف أتياس: "نحن لا ندعو الكثير من السياسيين (…) لأنني أدركت أنه عندما يكون لديك قادة سياسيون على المنصة، فإن اهتمام وسائل الإعلام، لنكن صريحين للغاية، يتم تحويله إلى الأجندة السياسية، ولا نريد أن يصبح مبادرة مستقبل الاستثمار منصة سياسية".
أشار أتياس أيضاً في وقت سابق في مؤتمر صحفي إلى أن "أكثر من 12 وزيراً للاقتصاد والمالية" سيحضرون نسخة العام الجاري.
كما ترك أتياس الباب مفتوحاً أمام احتمال حضور رؤساء دول، قائلاً: "سنعرف في غضون أيام قليلة من هم رؤساء الدول المؤكد حضورهم بنسبة 100%".
ومعهد "مبادرة مستقبل الاستثمار" الذي يرأسه أتياس، ليس مرتبطاً رسمياً بالحكومة السعودية، لكن المؤتمر السنوي في الرياض مرتبط بشكل وثيق مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.
توقع أتياس ألا يؤثر الخلاف بين السعودية وواشنطن على المؤتمر هذا العام، وقال: "لا يوجد تأثير على الإطلاق، على العكس من ذلك، نرى المزيد من الإقبال من القطاع الخاص في الولايات المتحدة على حضور مبادرة مستقبل الاستثمار"، مضيفاً أن المنظمين "بدؤوا في رفض بعض طلبات المشاركة" بسبب عدم شغور أماكن.
أضاف "نحن لا نمارس السياسة على الإطلاق، لم نمارس السياسة أبداً منذ نشأتنا في عام 2017 (لكن) إذا كان الناس يريدون التحدث عن الشؤون الجيوسياسية أثناء النقاش فإنهم أحرار في فعل ذلك".
كانت السعودية قد رفضت في الأيام الأخيرة اتهامات أمريكية بأنها انحازت إلى روسيا في حرب أوكرانيا، من خلال تخفيض إنتاج النفط ورفع أسعاره، وأصرت على أن القرار اقتصادي بحت.
في كلمة مكتوبة، أصر العاهل السعودي مساء الأحد 16 أكتوبر/تشرين الأول 2022 على أن بلاده "تعمل جاهدة ضمن استراتيجيتها للطاقة، على دعم استقرار وتوازن أسواق النفط العالمية".