ستكون فرنسا الثلاثاء 18 أكتوبر/تشرين الأول 2022، على موعد مع إضراب عام دعت إليه النقابات العمالية وتشارك فيه قطاعات النقل والكهرباء والوظائف الحكومية والمدارس والجامعات والصحة، وبعض كبريات شركات القطاع الخاص.
حيث من المتوقع أن تتعطل حركة النقل العام في البلاد مع تنامي التوتر في ثاني أكبر اقتصاد في منطقة اليورو وسط تضخم مرتفع وتواصل إضراب عمال شركة "توتال إينرجي" ما تسبب بانخفاض إمدادات الوقود، وفق ما ذكرته وكالة الأنباء الفرنسية.
الإضراب العام الثلاثاء يأتي بعد يومين من احتجاجات كبيرة شهدتها العاصمة الفرنسية باريس الأحد 16 أكتوبر/تشرين الأول، وشارك ألوف في مسيرة بشوارع باريس؛ احتجاجاً على ارتفاع الأسعار؛ إذ حفزت إضرابات، مستمرة منذ أسابيع في مصافي النفط للمطالبة بزيادة الأجور، دعوات للمطالبة بإضراب عام.
بينما قالت رئيسة الوزراء الفرنسية إليزابيث بورن، إن إمدادات البنزين في محطات الوقود واصلت الانخفاض مطلع الأسبوع الجاري؛ بسبب إضراب مستمر منذ أسابيع في شركة "توتال إينرجي" النفطية الكبرى؛ ما أثار احتمال استدعاء المزيد من العمال.
أضافت بورن، في مقابلة مع قناة تي.إف1 التلفزيونية الفرنسية: "نحو 30% من المحطات لدينا تعاني من مشكلة في الإمدادات على الأقل لنوع واحد من أنواع الوقود".
تراجع إمدادات النفط في فرنسا
كما أظهرت بيانات وزارة الطاقة السبت 15 أكتوبر/تشرين الأول، أن 27.3% من محطات الوقود تواجه مشاكل في الإمدادات، انخفاضاً من 28.5% في اليوم السابق و30.85% يوم الأربعاء، عندما بدأ الاستدعاء.
بموجب خطة الاستدعاء، صدرت أوامر لبعض العمال بالعودة إلى العمل لضمان استئناف الحد الأدنى من الخدمات. وقالت بورن داعية إلى إنهاء الإضراب: "إذا كانت الأوضاع متوترة غداً… فسنمضي في الاستدعاء".
كما أوضحت المسؤولة الفرنسية: "هناك اتفاق على الأجور وقعت عليه المنظمات التي تمثل غالبية الموظفين (في توتال إينرجي). على (العمال) أن يعودوا إلى العمل".
في إطار منفصل، قالت بورن إن من المقرر أن تقر الحكومة مشروع قانون موازنة 2023 باستخدام صلاحيات دستورية خاصة تسمح لها بتجاوز التصويت في البرلمان. وأضافت أن الحكومة ستلجأ على الأرجح لهذا الإجراء، بموجب المادة 49.3 من الدستور، دون تحديد موعد.
بينما سار جان لوك ميلينشون، زعيم حزب "فرنسا الأبية" اليساري المتشدد، إلى جانب الأديبة آني إرنو، الحائزة على جائزة نوبل للآداب هذا العام. ودعا إلى إضراب عام الثلاثاء. وقال ميلينشون للحشود: "ستعيشون أسبوعاً لا مثيل له، نحن من بدأنا بهذه المسيرة".
سبقت ميلينشون في الدعوة للإضراب الثلاثاء أربع نقابات للمطالبة بزيادة الأجور. وليس من بين هذه النقابات، الاتحاد الديمقراطي الفرنسي للعمل المعتدل، أكبر نقابة في فرنسا.
كما قال وزير الميزانية جابرييل أتال إن الائتلاف اليساري يحاول استغلال الوضع الحالي الذي يتسم بالإضرابات المستمرة في محطات الطاقة النووية التابعة لشركة كهرباء فرنسا ومصافي النفط الفرنسية.
أضاف لمحطة يوروب 1 الإذاعية الفرنسية: "مسيرة اليوم مسيرة لمؤيدي من يريدون عرقلة البلاد".