استدعت الإمارات، الإثنين 17 أكتوبر/تشرين الأول 2022، القائم بأعمال رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي لديها، طالبة تفسيراً لما وصفتها بتصريحات عنصرية أدلى بها مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل الأسبوع الماضي، فيما قلل الأخير من أهمية الانتقادات الموجهة إليه.
وكالة أنباء الإمارات نقلت عن وزارة الخارجية قولها إن التصريحات كانت "غير مناسبة وتتسم بالعنصرية"، وإنها "تساهم في تفاقم التعصب والتمييز على المستوى العالمي".
كان بوريل وفي تصريحاته خلال افتتاح الأكاديمية الدبلوماسية الأوروبية الجديدة في بلجيكا الأسبوع الماضي، قد وصف أوروبا بأنها "حديقة" ومعظم العالم بأنه "غابة" يمكن "أن تغزو الحديقة"، وتم تداول تصريحاته على الإنترنت على نطاق واسع منذ ذلك الحين.
بوريل، وهو سياسي إسباني، قال: "يجب أن يعتني البستانيون بالحديقة، لكنهم لن يحموا الحديقة ببناء الجدران، حديقة صغيرة جميلة محاطة بجدران عالية لمنع الغابة من الدخول لن تكون حلاً؛ لأن الغابة لديها قدرة كبيرة على النمو ولن يكون الجدار عالياً بما يكفي أبداً".
أضاف بوريل: "يجب أن يذهب البستانيون إلى الغابة. يجب أن يكون الأوروبيون أكثر انخراطاً مع بقية العالم. وإلا فإن بقية العالم سوف تغزونا".
من جانبها، ذكرت وكالة "إي.إف.إي" للأنباء أن بوريل نفى في مؤتمر صحفي الاثنين 17 أكتوبر/تشرين الأول 2022 أن تكون رسالته عنصرية أو استعمارية، وقال إن التصريحات تهدف إلى رفض فكرة "حصن أوروبا" وتشجيع الطلاب على الانخراط مع العالم.
كذلك قلل بوريل من أهمية انتقادات طالت تصريحاته التي اعتبرت غير دبلوماسية بشأن مواضيع حساسة، وقال: "أنا بأفضل حال، لمَ لا؟"، وذلك رداً على سؤال بشأن تصريحاته خلال اجتماع وزراء الخارجية الأوروبيين في لوكسمبورغ.
أضاف بوريل: "كل أسبوع يحمل الكثير من التوتر، ولذلك من وقت لآخر ينفجر شيء ما أمام الرأي العام".
في السياق ذاته، ورداً على سؤال بشأن الانتقادات لتصريحاته، قالت متحدثة باسم المفوضية الأوروبية إن رئيسة المفوضية أورسولا فون دير لايين لا تزال "تثق" ببوريل.
كان بوريل قد تخلى الأسبوع الماضي في تصريحاته أيضاً، عن النبرة المتحفظة عادة للدبلوماسيين الغربيين، إزاء مسألة الحرب في أوكرانيا، ليحذر الجيش الروسي من أنه سيتم "القضاء عليه" إذا ما استخدمت موسكو السلاح النووي في أوكرانيا.
كذلك انتقد سلكه الدبلوماسي، واعتبر بوريل ممثلي الاتحاد الأوروبي في أنحاء العالم بطيئين جداً وغير فعالين، إذ يدعو بوريل المعروف بجرأته في الكلام، والذي كان وزيراً للخارجية في بلده إسبانيا، إلى اتحاد أوروبي أكثر حزماً على الساحة الدولية.
لكن بوريل معروف أيضاً بهفواته العرضية، إذ قدّم العام الماضي أرقاماً خاطئة للعدد المقدر للحشد العسكري الروسي في محيط أوكرانيا، وفقاً لما ذكرته وكالة الأنباء الفرنسية.
أيضاً في وقت سابق هذا العام، أثار بوريل صدمة عندما قال إن الاتحاد الأوروبي يمكنه أن يقدم طائرات مقاتلة لمساعدة كييف على محاربة موسكو، وهو ما لم يتحقق.