قالت صحيفة The Times البريطانية، في تقرير نشرته الإثنين 17 أكتوبر/تشرين الاول 2022، إنه يبدو أن تحالف اليمين الإيطالي الذي تكوَّن بعد الفوز بالانتخابات البرلمانية في سبتمبر/أيلول 2022، قد بدأ بالتصدع، فقد أقدم السياسي ورجل الأعمال الإيطالي سيلفيو برلسكوني على خطوة قد تقوِّض تحالفه الناشئ مع رئيسة الوزراء الإيطالية القادمة جورجيا ميلوني، بعد أن كال لها السباب ورماها بأوصاف العجرفة والغرور.
حيث وصف رئيس الوزراء الإيطالي الأسبق، ميلوني بأنها "متغطرسة ومتعجرفة ومغرورة" و"بغيضة"؛ بعد رفضها منح منصب وزاري رفيع لنائبة مقربة منه بمجلس الشيوخ وقطعها الطريق على محاولته ترشيحها لتولي وزارة العدل
ميلوني تسعى لتشكيل الحكومة في إيطاليا
فازت ميلوني، زعيمة حزب "إخوة إيطاليا" اليميني، بصدارة الانتخابات البرلمانية، وهي تسعى إلى تشكيل الحكومة غير أنها بحاجة إلى دعم حزب "فورزا إيطاليا" بزعامة برلسكوني، وحزب "رابطة الشمال" بزعامة ماتيو سالفيني، للوصول إلى الأغلبية في البرلمان، ولذلك تجري محادثات متوترة بين الأحزاب الثلاثة على تقسيم المناصب الوزارية.
في سياق موازٍ أبت ميلوني أن تمنح منصباً رفيعاً للسيناتورة ليكيا رونزولي، المنتمية إلى حزب "فورزا إيطاليا" والمقربة من برلسكوني خلال الحملة الانتخابية، فأمر برلسكوني أعضاء مجلس الشيوخ الموالين له بعدم مساندة إغنازيو لا روسا، مرشح ميلوني لرئاسة مجلس الشيوخ والمشهور بولعه بالتذكارات الفاشية، في التصويت الذي أُجري الخميس 13 أكتوبر/تشرين الأول 2022، ومع ذلك فقد فاز لا روسا بالمنصب.
فعلى مرأى ومسمع من الصحفيين، سلَّم برلسكوني للسيناتور رونزولي مذكرة مكتوبة بخط اليد ختمها برأيه في ميلوني، ووصفه لها بأنها "شخص لا يمكن التفاهم معه". أما ميلوني، فبعد أن بلغتها قائمة مرشحي برلسكوني، ردَّت قائلة: "في الأمر نقطة واحدة غائبة: أنا غير قابلة للابتزاز".
أظهر الخلاف بين برلسكوني وميلوني أن التصدعات بدأت تتسرب بالفعل إلى التحالف الذي تعهدت ميلوني بأنه ستنشأ عنه حكومة قوية بعد عقدٍ من الحكومات الائتلافية الضعيفة والقادة التكنوقراط بلا صلابة أيديولوجية.
تعاون بين برلسكوني وميلوني
من جانب آخر، قال ماتيو سالفيني، السبت 15 أكتوبر/تشرين الأول: "أنا متيقن بأن التوافق سيعود بين جورجيا [ميلوني] وسيلفيو [برلسكوني]، وسيكون أساساً لحكم رشيد وقائم على التعاون معاً خلال السنوات الخمس المقبلة"، وأشار إلى أن ميلوني وبرلسكوني سيجريان محادثات "سلام" الإثنين 17 أكتوبر/تشرين الأول 2022.
لكن ماريا لاتيلا، كاتبة سيرة زوجة برلسكوني السابقة، استحضرت علاقة برلسكوني المثيرة للجدل بالنساء عموماً، وقالت إن برلسكوني ربما يصعب عليه أن يكون الرجلَ الثانيَ تحت ظل ميلوني.
يُذكر أن برلسكوني ما يزال قيد المحاكمة بتهمة تقديم الرشوة لضيوف حفلات التعري سيئة السمعة التي كان يقيمها منذ عقد ويستضيف فيها فتيات استعراض قُصَّر، للتستر على مزاعم التعري المزعومة الموجهة له بشأن تلك الأحداث.
من جانبه قال آلان فريدمان، كاتب سيرة برلسكوني: "إن برلسكوني غير معتاد أن يتلقى الأوامر من امرأة، ولا بد أنه يشعر بالإهانة الآن بعد أن رفضت ميلوني أن تمنح منصباً وزارياً لمساعدته رونزولي"، ومع ذلك أشار فريدمان إلى أن برلسكوني، وإن كان معروفاً بانفراده بالرأي، فإنه كان يفعل ما طلبته رونزولي منه حسبما ورد، وقال: "كثيرون في حزبه يرون أنه أسير لآرائها وتأثيرها فيه".