تبادل الرئيس البرازيلي اليميني المتطرف، جاير بولسونارو، ومنافسه اليساري لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، الإهانات والشتائم في أول مناظرة مباشرة بينهما، الأحد 16 أكتوبر/تشرين الأول 2022، قبل أسبوعين من موعد الجولة الثانية للانتخابات الرئاسية في البرازيل.
لولا اتهم خصمه بولسونارو بأنه "ملك الأخبار الزائفة"، ليرد عليه الأخير بولسونارو باتهامه بالكذب والفساد وحيازة سجل "مشين"، في مبارزة كلامية حادة قبل المواجهة الانتخابية يوم 30 أكتوبر/تشرين الأول 2022، وفقاً لما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية.
الرئيس السابق لولا (2003-2010) الذي يسعى للعودة الى السلطة وهو في سن 76 عاماً، ركّز هجومه الحاد على بولسونارو حول طريقة تعامله مع وباء كورونا، الذي أودى بحياة 687 ألف شخص في البرازيل، التي لم يسبقها في عدد الوفيات سوى الولايات المتحدة.
لولا قال إن بولسونارو برفضه شراء اللقاحات والترويج لأدوية غير متحقق منها "يحمل وزر هذه الوفيات على كتفيه"، وأضاف موجهاً كلامه لبولسونارو: "أدى إهمالك إلى وفاة 680 ألف شخص، بينما كان من الممكن إنقاذ أكثر من نصفهم (…) لا يوجد زعيم آخر في العالم تلاعب بالوباء والموت بالطريقة التي قمت بها".
أدى التدخل بحده الأدنى من قبل مديري المناظرة إلى زيادة حدتها، وقد حاول بولسونارو البالغ من العمر 67 عاماً التركيز على قضية الفساد، وهي نقطة ضعف بالنسبة إلى لولا الذي سُجن عام 2018 بتهم فساد مثيرة للجدل تم إسقاطها بعد ذلك.
بولسونارو قال لمنافسه: "ماضيك مخزٍ (…) لم تفعل شيئاً للبرازيل سوى وضع الأموال العامة في جيوبك وفي جيوب أصدقائك"، مضيفاً: "كف عن الكذب، هذا سيئ في عمرك هذا"، في محاولة للدفاع عن سجله في الولاية الأولى والتصويب على عمر لولا المتقدم في الوقت نفسه.
كان بولسونارو المحافظ المتشدد الذي انتخب رئيساً عام 2019، قد حلّ ثانياً في انتخابات الجولة الأولى في 2 أكتوبر/تشرين الأول 2022، بحصوله على 43 بالمئة من الأصوات، مقابل 48 لمنافسه لولا.
أعطى أداء بولسونارو الأقوى من المتوقع في الجولة الأولى زخما له، وهو في طريقه الى جولة الإعادة، وزاد أيضاً من التكهنات بإمكان حدوث مفاجأة أخرى في غضون أسبوعين.
وفق استطلاع أجراه "معهد داتافولها"، الجمعة 14 أكتوبر/تشرين الأول 2022، حصل لولا على 53 بالمئة من الأصوات قبل الجولة الثانية، مقابل 47 بالمئة لبولسونارو.
يتوقع أن تشهد الدورة الثانية منافسة حادة في هذه الانتخابات التي تجري وسط استقطاب شديد، وقد سعى كل من المرشحين إلى حشد الدعم السياسي ومحاولة إقناع المترددين عبر حملة مكثفة في جميع أنحاء البرازيل.