تعرضت رئيسة الوزراء البريطانية، ليز تراس، لانتقادات بسبب برنامجها الاقتصادي المثير للجدل، وجاءت آخر الانتقادات السبت 15 أكتوبر/تشرين الأول 2022، من وزير المالية الجديد الذي عينته تراس، كما دخل الرئيس الأمريكي جو بايدن على الخط لانتقاد خطة تراس الاقتصادية.
إذ إنه بعد يومين من تسلمها رئاسة الوزراء في بريطانيا، شهر سبتمبر/أيلول الماضي، كشفت ليز تراس عن حزمة مساعدات ضخمة للأسر والشركات، في مواجهة ارتفاع التضخم وأسعار الطاقة، وعادت لتعلن تراجعها عن منح امتيازات ضريبية للأغنياء.
ليز تراس ارتكبت أخطاء
حيث قال وزير المالية البريطاني الجديد، جيريمي هانت، السبت، إنه ستتم زيادة بعض الضرائب، كما أن هناك ضرورة لاتخاذ قرارات صعبة تتعلق بالإنفاق، موضحاً أن رئيسة الوزراء ليز تراس ارتكبت أخطاء مع محاولتها الاحتفاظ بمنصبها الذي تولته قبل ما يزيد قليلاً عن شهر.
في محاولة لتهدئة الأسواق المالية، أقالت تراس وزير المالية كواسي كوارتنج، وألغت بنوداً من برنامجهما الاقتصادي المثير للجدل، وفق ما ذكرته وكالة رويترز.
مع إظهار استطلاعات الرأي تراجع معدل التأييد لكل من حزب المحافظين الحاكم ورئيسة الوزراء شخصياً، تعتمد تراس على هانت للمساعدة في إنقاذ رئاستها للوزراء بعد أقل من 40 يوماً من تولي المنصب.
في مقال لصحيفة ذا صن، نُشر في ساعة متأخرة من السبت، اعترفت تراس بأن الخطط ذهبت "أبعد وأسرع مما كانت تتوقعه الأسواق". وأضافت "لقد استمعت وفهمت".
كما أضافت أيضاً "لا يمكننا تمهيد الطريق لاقتصاد منخفض الضرائب وعالي النمو، دون الحفاظ على ثقة الأسواق في التزامنا بتحقيق وضع مالي سليم". وقالت إن هانت سيضع في نهاية الشهر خطةً لتخفيض الدين العام "على المدى المتوسط".
تغييرات على خطة رئيسة الوزراء
في جولة في استوديوهات التلفزيون والإذاعة، قدم هانت تقييماً صريحاً للوضع الذي تواجهه البلاد، قائلاً إن تراس وكوارتنج ارتكبا أخطاء، وإنه من الممكن إجراء المزيد من التغييرات على خططها.
كما قال "ستكون أمامنا بعض القرارات الصعبة للغاية. الشيء الذي يريده الناس والأسواق تريده وتحتاجه البلاد الآن هو الاستقرار".
فيما قالت صحيفة "صنداي تايمز" إن هانت سيلغي المزيد من حزمة تراس الأصلية، عن طريق تأخير التخفيض المخطط للمعدل الأساسي لضريبة الدخل، كجزء من محاولة يائسة لتحقيق التوازن.
كما نقلت الصحيفة عن هيئة الرقابة المالية المستقلة في بريطانيا قولها في مسودة توقعات، إنه قد تكون هناك فجوة بقيمة 72 مليار جنيه إسترليني (80 مليار دولار) في المالية العامة، بحلول عام 2027-2028، وهو أسوأ مما توقعه الاقتصاديون.
بايدن ينتقد تراس
من جهته، قال الرئيس الأمريكي جو بايدن إنه لم يكن الشخص الوحيد الذي كان يرى أن الخطة الاقتصادية الأصلية لرئيسة الوزراء البريطانية ليز تراس، والتي أدت إلى انخفاض حاد في قيمة الجنيه، خطأ.
كما أضاف بايدن في ولاية أوريجون "لم أكن الوحيد الذي كان يرى أنها كانت خطأ". وامتنع البيت الأبيض عن التعليق على مشاكل تراس، وعندما سئل عن قوة الدولار قال بايدن "لست قلقاً بشأن قوة الدولار، أنا قلق بشأن بقية العالم".
كانت ليز تراس فازت في المنافسة على القيادة لتحل محل بوريس جونسون، بناء على برنامج يتضمن تخفيضات ضريبية كبيرة لتحفيز النمو، وهو ما أعلنه كوارتنج الشهر الماضي، ولكن غياب أي تفاصيل عن كيفية تمويل التخفيضات دفع الأسواق إلى الانهيار.