قرار انتقامي من عائلات مقاتلي “عرين الأسود”.. إسرائيل سحبت تصاريح الدخول للعمل من 164 فلسطينياً

عربي بوست
تم النشر: 2022/10/16 الساعة 09:46 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/10/16 الساعة 09:46 بتوقيت غرينتش
مقاتلون من "عرين الأسود" في نابلس/ مواقع التواصل

سحب سلطات الاحتلال الإسرائيلي، الأحد 16 أكتوبر/تشرين الأول 2022، تصاريح الدخول للعمل في مناطق الخط الأخضر، من عشرات من أقارب أعضاء حركة المقاومة "عرين الأسود" التي ذاع صيتها مؤخراً في مدينة نابلس بالضفة الغربية.

تقارير إسرائيلية قالت الأحد إن الاحتلال سحب تصاريح الدخول للعمل من 164 فلسطينياً من سكان مدينة نابلس المحاصرة، منذ أسبوع، في ظل اتساع دائرة عمليات المقاومة المسلحة ضد المستوطنين وقوات الاحتلال الإسرائيلي.

إجراء عقابي ضد "عرين الأسود"

يأتي ذلك وفق صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية ضمن الإجراءات العقابية التي تفرضها قوات الاحتلال على الفلسطينيين في منطقة نابلس، وسعياً لممارسة الضغوطات على الفصائل المسلحة للكف عن نشاطها في مقاومة الاحتلال والمستوطنين وتنفيذ العمليات المسلحة.

حيث أفادت وسائل الإعلام الإسرائيلية بأن أغلبية من تم سحب تصاريح دخولهم إلى إسرائيل للعمل هم من أقارب وعوائل نشطاء "عرين الأسود". وأوضحت أن ذلك يأتي ضمن سلسلة الإجراءات والقرارات التي اتخذتها قوات الجيش في الضفة، وذلك من أجل قمع وإحباط عمليات المقاومة المسلحة.

كما جاء في بيان للمتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي "في ختام تقييم الوضع الأمني الذي أجراه وزير الأمن، تقرر إلغاء تصاريح الدخول إلى إسرائيل لـ164 شخصاً من أفراد عائلات العناصر المسلحة في منطقة مدينة نابلس".

في العام الماضي، منع منسق أعمال الحكومة في المناطق الفلسطينية المحتلة، الميجر جنرال غسان عليان، دخول أكثر من 2500 شخص من أقارب الفلسطينيين الذين ارتكبوا عمليات مسلحة بحق المستوطنين وقوات الاحتلال.

كما قال عليان في بيان مقتضب إن "أجهزة الأمن تعمل بكل الوسائل المتاحة لديها من أجل إحباط الإرهاب في الضفة الغربية. على المسلحين الذين يختبئون في قلب المناطق المأهولة بالسكان المدنيين في نابلس أن يعلموا أن هويتهم معروفة جيداً لأجهزة الأمن".

كما أضاف قائلاً: "إن طريق الإرهاب الذي يختارونه سينعكس على أفراد عائلاتهم، الذين لن يستطيعوا الاستمرار في كسب لقمة العيش في إسرائيل".

مجموعة تثير قلق الاحتلال الإسرائيلي

أصبحت مجموعة عرين الأسود الفلسطينية مثار قلق إسرائيلي كبير، وسط التفاف شعبي فلسطيني حولها، وفي الوقت ذاته يبدو أن تركيبة وجذور المجموعة جعلت السلطة الفلسطينية تتحفظ على مواجهتها، وخاصة أن عرين الأسود تكاد تحصر دورها في التصدي لتوغلات الاحتلال الإسرائيلي.

في مطلع عام 2022، لاحظ مسؤولون أمنيون لدى الاحتلال الإسرائيلي زيادة في عدد عمليات إطلاق النار على أهداف عسكرية إسرائيلية، في منطقة نابلس، شمالي الضفة الغربية المحتلة. 

ونُسب ذلك التصاعد حينها إلى مجموعة تُدعى "كتائب نابلس"، كانت قد اتخذت من البلدة القديمة في نابلس بؤرة تصعيد لنشاطها، حسبما ورد في تقرير لصحيفة Haaretz الإسرائيلية.

بناء على معلومات استخباراتية، اهتم مسؤولو الأمن الإسرائيليون اهتماماً خاصاً ببعض الشخصيات البارزة في المجموعة، واتُّخذ القرار بالتحرك ضدهم، ثم قرر جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك) في فبراير/شباط، اغتيال 4 شخصيات بارزة من المجموعة، بدعوى تخطيطهم لمهاجمة جنود إسرائيليين.

اقتحمت قوة إسرائيلية خاصة من وحدة "اليمام"، التابعة لشرطة الاحتلال، وسطَ مدينة نابلس، في نهار يوم 8 فبراير/شباط، وحاصرت مجموعة من المقاومين الفلسطينيين، وقتلوا أشرف المبسلات، وأدهم مبروكة، ومحمد الدخيل، وعرَّفت سلطات الأمن الإسرائيلية الثلاثة بأنهم منتمون إلى كتائب نابلس، وزعمت أن رابعهم وقائد المجموعة، إبراهيم النابلسي، لم يكن حاضراً في تلك العملية.

واصلت القوات الإسرائيلية مطاردة المجموعة، حتى تمكنت في 9 أغسطس/آب من اغتيال إبراهيم النابلسي في منطقة نابلس، وأعلن جيش الاحتلال في ذلك الوقت أن النابلسي كان أحد المسلحين في مجموعة مبروكة، لكنه "لا ينتمي إلى فصيل فلسطيني معين" من فصائل المقاومة.

بعد شهر من اغتيال النابلسي، أصيب مستوطن إسرائيلي في عملية إطلاق نار من سيارة مسرعة بالقرب من بلدة حوارة الفلسطينية بالضفة الغربية، وتمكنت السيارة من الفرار من مكان الحادث. ثم أعلنت مجموعة لم تكن معروفة لسلطات الاحتلال، تُسمى "عرين الأسود"، مسؤوليتها عن عملية إطلاق النار.

منذ ذلك الحين، أعلنت مجموعة "عرين الأسود" مسؤوليتها عن عدة عمليات إطلاق نار وهجمات على قوات الاحتلال في منطقة نابلس والضفة الغربية، حتى تحولت إلى معضلة لقوات الأمن الإسرائيلية وقوات الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية، بحسب صحيفة Haaretz الإسرائيلية.

تحميل المزيد