أعرب وزير الدفاع السعودي، الأمير خالد بن سلمان، الأحد 16 أكتوبر/تشرين الأول 2022، عن "استغرابه" من الاتهامات الموجهة لبلاده بأن المملكة تقف مع روسيا في حربها على أوكرانيا، في أعقاب قرار تحالف "أوبك+" خفض إنتاج النفط بمقدار مليوني برميل نفط يومياً مطلع الشهر الحالي.
تصريحات الوزير السعودي وشقيق ولي العهد محمد بن سلمان، جاءت في تغريدة تعليقاً على تغريدة أخرى للرئيس الأوكراني يشكر فيها السعودية على دعمها وحدة أراضي بلاده، لافتاً إلى أن "هذه الاتهامات الزائفة (بأن المملكة تقف مع روسيا) لم تأت من الحكومة الأوكرانية".
وتابع في تغريدة أخرى: "على الرغم من أن قرار أوبك+، الذي اتُّخذ بالإجماع، كان لدوافع اقتصادية بحتة، إلا أن البعض اتهم المملكة بوقوفها بجانب روسيا!". ومضى قائلاً: "إيران كذلك عضو في أوبك، فهل يعني هذا أن المملكة وقفت بجانب إيران أيضاً؟".
قرار "أوبك+" يثير غضب أمريكا
جدير بالذكر أنه في 5 أكتوبر/تشرين الأول 2022 أعلن تحالف "أوبك+" خفض إنتاج دوله الأعضاء من النفط بمقدار مليوني برميل يومياً، بداية من نوفمبر/تشرين الثاني 2022 المقبل، في خطوة أثارت غضب واشنطن التي اعتبرته قراراً "قصير النظر".
في حين علقت الخارجية السعودية على تصريحات واشنطن بأنها لا تقبل أي نوع من الإملاءات، وترفض أية تصرفات تهدف لتحوير الأهداف التي تسعى إليها لحماية الاقتصاد العالمي.
وقالت الخارجية في بيان، الخميس 13 أكتوبر/تشرين الأول: "تود حكومة المملكة العربية السعودية بداية الإعراب عن رفضها التام لهذه التصريحات التي لا تستند إلى الحقائق، وتعتمد في أساسها على محاولة تصوير قرار أوبك بلس خارج إطاره الاقتصادي البحت، وهو قرار اتخذ بالإجماع من كافة دول مجموعة أوبك بلس".
كما أكدت المملكة أن مخرجات اجتماعات أوبك بلس يتم تبنيها من خلال التوافق الجماعي من الدول الأعضاء، ولا تنفرد فيها دولة دون باقي الدول الأعضاء، مضيفة أنه يتم من منظور اقتصادي بحت يراعي توازن العرض والطلب في الأسواق البترولية، ويحد من التقلبات التي لا تخدم مصالح المنتجين والمستهلكين، على حد سواء.
بايدن سيعيد تقييم العلاقات مع السعودية
وفي وقت سابق الأحد، أعلن مستشار الأمن القومي الأمريكي، جيك سوليفان، أن الرئيس جو بايدن سيعيد تقييم علاقات بلاده مع السعودية "لوقوفها بجانب روسيا" ضد المصالح الأمريكية، على حد قوله.
وقال سوليفان في تصريح لشبكة "سي إن إن" الأمريكية، إن "بايدن لن يتخذ أي قرار بشأن مستقبل العلاقة مع السعودية منفرداً وسيشاور أعضاء الكونغرس من الحزبين للعمل بشكل مشترك"، مضيفاً: "لدينا خيارات عديدة لنهجنا الجديد مع السعودية تشمل المساعدات الأمنية".
كما أكد المسؤول الأمريكي أنه ليست هناك أي خطط للرئيس بايدن للقاء ولي العهد السعودي في قمة مجموعة العشرين المزمع عقدها في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
والخميس 13 الشهر الجاري، كشف وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، أن بلاده ستراجع تداعيات قرار منظمة "أوبك +" بقيادة السعودية خفض إنتاج النفط على علاقات واشنطن والرياض.
وفي السياق، صنف البيت الأبيض قرار منظمة "أوبك +" بأنه "يرقى إلى مستوى الدعم المعنوي والعسكري" للحرب الروسية المستمرة ضد أوكرانيا.