قال الجيش اللبناني في بيان، الأحد 16 أكتوبر/تشرين الأول 2022، إن زوارق حربية إسرائيلية خرقت المياه الإقليمية اللبنانية عدة مرات السبت 15 أكتوبر/تشرين الأول في منطقة تقع قبالة رأس الناقورة بالقرب من حدود البلدين.
وأضاف الجيش أن هناك أربعة انتهاكات، حيث دخلت الزوارق الحربية لمسافة عدة مئات من الأمتار داخل المياه الإقليمية اللبنانية، وأن السلطات تبحث هذه الانتهاكات مع قوة الأمم المتحدة المؤقتة.
في حين قال بيان للجيش الإسرائيلي، الأحد، إن قواته لم تعبر الحدود البحرية اللبنانية.
وليست المرة الأولى التي يعلن فيها لبنان اختراق إسرائيل مياهه الإقليمية، كما تخترق طائرات حربية إسرائيلية الأجواء اللبنانية من حين لآخر، ما يشكّل انتهاكاً للقرار الدولي رقم 1701 الصادر عن مجلس الأمن الدولي في أغسطس/آب عام 2006.
ويتهم لبنان إسرائيل منذ سنوات بانتهاك مجاله الجوي بطائرات مسيرة وطائرات نفاثة تنفذ أنشطة استطلاعية. وتقدمت بيروت على مر السنين بشكاوى رسمية إلى مجلس الأمن الدولي ضد إسرائيل
ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل
يشار إلى أن لبنان أعلن موافقته على اتفاق ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل، الخميس 13 الشهر الحالي، وذلك بعد مفاوضات مكثفة قادتها واشنطن، في خطوة وصفها بأنها "إنجاز تاريخي"، من شأنها إزالة العقبات أمام استثمار موارده الطبيعية.
وقال الرئيس ميشال عون إن "من حق لبنان أن يعتبر أن ما تحقق إنجاز تاريخي، لأننا تمكّنا من استعادة مساحة 860 كيلومتراً مربعاً كانت موضع نزاع، ولم يتنازل لبنان عن أي كيلومتر واحد لإسرائيل. كما استحصلنا على كامل حقل قانا من دون أي تعويض يدفع من قبلنا، على الرغم من عدم وجود كامل الحقل في مياهنا".
بينما شدد عون على أن "الاتفاقية غير المباشرة تتجاوب مع المطالب اللبنانية وتحفظ حقوقنا كاملة"، مؤكداً عدم تقديم لبنان "أي تنازلات جوهرية وعدم دخوله في أي نوع من أنواع التطبيع المرفوض" مع إسرائيل.
فيما تسارعت منذ بداية يونيو/حزيران، التطوّرات المرتبطة بالملفّ بعد توقف لأشهر، جراء خلافات حول مساحة المنطقة المتنازع عليها. وبعد لقاءات واتصالات مكوكية بين الطرفين، قدم الوسيط الأمريكي آموس هوكستين، مطلع الأسبوع، عرضه الأخير.
وجاء إعلان عون بعد يوم من مصادقة الحكومة الإسرائيلية على الاتفاق، غداة وصف رئيسها، لابيد يائير، الاتفاق بأنه "تاريخي".
حيث اعتبر لابيد، الأربعاء 12 أكتوبر/تشرين الأول، بعد مصادقة حكومته على اتفاق ترسيم الحدود البحرية، أنه "يبعد إمكان (اندلاع) مواجهات مسلحة مع حزب الله"، العدو اللدود لإسرائيل، الذي كان هدد خلال الأسابيع الأخيرة بتصعيد عسكري، وحذّر إسرائيل من الإقدام على أي نشاط في المنطقة المتنازع عليها، قبل التوصل إلى اتفاق.
إذ تعوّل السلطات اللبنانية على وجود ثروات طبيعية من شأنها أن تساعد البلاد على تخطي التداعيات الكارثية للانهيار الاقتصادي الذي تشهده البلاد منذ ثلاث سنوات، وصنّفه البنك الدولي من بين الأسوأ في العالم منذ عام 1850. وقد بات أكثر من 80% من اللبنانيين تحت خط الفقر، وخسرت الليرة اللبنانية أكثر من 90% من قيمتها أمام الدولار.