أعلنت باكستان، السبت 15 أكتوبر/تشرين الأول 2022، استدعاء السفير الأمريكي لدى إسلام أباد، دونالد بلوم، للاحتجاج على تصريح للرئيس جو بايدن بشأن الأسلحة النووية لباكستان.
حيث قال الرئيس جو بايدن في خطاب إن باكستان "ربما تكون واحدة من أخطر الدول في العالم؛ لأنها تمتلك أسلحة نووية دون أي تماسك".
من جانبه، قال وزير الخارجية الباكستاني بيلاوال بوتو زرداري، في مؤتمر صحفي، بمدينة كراتشي، إن تصريح الرئيس "غريب"، مضيفاً أنه ناقشه مع رئيس الوزراء شهباز شريف.
أضاف بوتو زرداري أنه فوجئ بتعليقات الرئيس بايدن، وأن سوء التفاهم نشأ عن قلة التواصل.
وقال إنه لا يعتقد أن قرار استدعاء السفير الأمريكي سيؤثر سلباً على العلاقات مع الولايات المتحدة.
وأدلى بايدن بتصريحاته الخميس خلال حفل استقبال للجنة حملة الحزب الديمقراطي لانتخابات التجديد النصفي في الكونغرس.
اتهامات لواشنطن بالتدخل
قبل أسابيع من الإطاحة برئيس الوزراء السابق نجم الكريكيت، كان عمران خان، يتحدث علناً عن وجود مؤامرة أمريكية هدفها الإطاحة به من منصبه، ووصف التحرك البرلماني لعزله بأنه محاولة لتغيير النظام بدعم من الولايات المتحدة، وقال خان لمجموعة من الصحفيين الأجانب: "التحرك للإطاحة بي هو تدخل سافر من الولايات المتحدة في السياسة الداخلية".
بحسب المحللين، فقد بدأت القصة منذ يونيو/حزيران 2021، عندما تعهَّد شاه محمود قريشي، وزير الخارجية الباكستاني، أمام مجلس الشيوخ الباكستاني بأنه "تحت قيادة رئيس الوزراء عمران خان لن تكون هناك قواعد أمريكية على التراب الباكستاني".
بعد أقل من عام، لم يعد خان رئيس وزراء باكستان، إذ أطاح به البرلمان الباكستاني في أبريل/نيسان 2022 عبر تصويت على حجب الثقة عن رئيس الوزراء، وتولى شهباز شريف المنصب بدلاً منه. وفي ظل بعض مما دار في هذا السياق، يسهل استيعاب السبب في أن حزب خان ارتأى قيمة سياسية في وصف ما حدث بأنه انقلاب أمريكي صامت، وكذلك السبب في أن قطاعاً كبيراً من الشعب الباكستاني يصدق هذه النظرية.
ورفض خان كذلك الانضمام إلى الولايات المتحدة في العقوبات التي فرضتها ضد روسيا، وامتنع عن التصويت في الجمعية العامة للأمم المتحدة لإدانة الهجوم الروسي وتعليق عضوية روسيا في مجلس حقوق الإنسان. وعندما ضغطت 22 بعثة دبلوماسية على خان لإدانة روسيا، هاجمهم متسائلاً: "ما ظنكم بنا؟ هل نحن عبيد عندكم.. نفعل أي شيء تقولونه؟".
يصر خان على أن الإطاحة به عن طريق المعارضة كانت جزءاً من انقلاب بدعمٍ أمريكي. ويقول: إن القنصل الأمريكي قابل أعضاءً من حزبه قبل وقت قصير من انشقاقهم. ويدعي كذلك أن مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون جنوب ووسط آسيا، دونالد لو، نقل تحذيراً عبر قنوات رسمية مفاده أن إدارة بايدن كانت ستفرض عواقب وخيمة إذا لم يمرر تصويت حجب الثقة.