كشف تقرير حديث صادر عن الأمم المتحدة، أن اللاجئين في ليبيا يتعرضون لانتهاكات حقوقية ممنهجة، في محاولة من جانب السلطات لإكراههم على العودة إلى بلدانهم الأصلية، بحسب موقع Middle East Eye البريطاني، الجمعة، 14 أكتوبر/تشرين الأول 2022.
إذ وجد التقرير أن اللاجئين في البلاد غالباً ما يجدون أنفسهم عالقين في مواقف عصيبة، موضحاً أنهم في أحيانٍ كثيرة يُجبَرون على الاختيار بين العودة إلى البلد الذي فرّوا منه خوفاً على حياتهم، أو القبول بسوء المعاملة في ليبيا.
التقرير أضاف أيضاً أن اللاجئين ليس لديهم إمكانية الوصول الفعلي إلى الحماية الحقوقية لهم داخل البلاد، وأنه لا تتوفر أمامهم سوى خيارات محدودة لتأمين الحماية لحقوقهم عند انتقالهم من ليبيا.
وخلص التقرير إلى أن "المهاجرين في ليبيا، هم في الأغلب الأعم، ضحايا لانتهاكات حقوقية وتجاوزات ترتكبها جهات حكومية وغير حكومية".
ورغم انتشار الانتهاكات الحقوقية وتوثيقها، غالباً ما يصعب على اللاجئين في ليبيا التقدم بطلب للجوء، أو سلوك المسارات الآمنة النظامية الأخرى.
كما وجد التقرير الأممي أيضاً أن اللاجئين، وخاصة الموجودين في مراكز الاحتجاز الليبية: "يعجزون عن اتخاذ قرار طوعي حقيقي بالعودة إلى بلدانهم الأصلية، لو أنهم يرغبون في ذلك، وأنهم غالباً ما يفتقرون إلى المعلومات الصحيحة لاتخاذ قرار مستنير".
التهديد بالتعذيب والابتزاز
ويُحتجَز كثيرون في ظروف تنتشر فيها التهديدات بالعنف الجنسي والتعذيب والابتزاز، ما يخلق بيئة قسرية "تتنافى مع حرية الاختيار".
إذ قالت ندى الناشف، نائبة المفوض السامي لحقوق الإنسان، في تعليقها على التقرير: "هذا الوضع المزري يتطلب من جميع الأطراف المعنية توفير ما يضمن الامتناع عن إجبار أي مهاجر على قبول العودة إلى ظروف غير آمنة أو غير مستقرة في بلده الأصلي".
ويحوي التقرير روايات سردها اللاجئون في مقابلات أجرتها معهم مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، وقال أحد الشهود: "نقلوني إلى سجن، ولكن حتى هذا لم يجعلني أفكر في العودة إلى غامبيا. ثم دخلوا السجن ومعهم عصا وبدأوا يضربون الناس كالحيوانات. وأحياناً يأخذون نقودك وملابسك الجيدة. وحطموا أسناني، ولذلك وافقت على العودة".
وتقدر الأمم المتحدة أنه منذ عام 2015، أعيد أكثر من 60 ألف لاجئ إلى بلدانهم الأصلية في إفريقيا وآسيا عن طريق ما يسمى ببرامج العودة الطوعية المشمولة بالمساعدة. ومعظم هؤلاء الأشخاص يأتون من إفريقيا جنوب الصحراء ويتعرضون لمعاملة شديدة القسوة في مرافق الاحتجاز الرسمية وغير الرسمية على السواء.