تعهد الرئيس الأمريكي جو بايدن، الثلاثاء 11 أكتوبر/تشرين الأول 2022، بأن تواجه علاقات الولايات المتحدة مع السعودية "عواقب"، بعد إعلان مجموعة أوبك+ لمنتجي النفط في الأسبوع الماضي خفض الإنتاج رغم الاعتراضات الأمريكية.
وجاء تصريح بايدن ذلك بعد يوم واحد من إعلان السيناتور الديمقراطي القوي بوب مينينديز، رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، أن الولايات المتحدة يجب أن تجمد على الفور جميع جوانب التعاون مع السعودية، بما في ذلك مبيعات الأسلحة.
فيما لم يكشف بايدن، خلال مقابلة مع جيك تابر المذيع في (سي.إن.إن)، عن الخيارات التي يدرسها.
السعودية ترد على واشنطن
من جهته، وصف وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان، علاقات بلاده مع الولايات المتحدة الأمريكية بـ"الاستراتيجية"، معتبراً أن قرار تحالف "أوبك+" خفض إنتاج النفط الخام "اقتصادي بحت".
وأضاف المسؤول السعودي، في تصريحات أدلى بها لقناة "العربية" السعودية، في ظل انتقادات ودعوات أمريكية إلى إعادة تقييم العلاقات مع المملكة: "لا جوانب سياسية لقرار أوبك+ (..) ولا ننظر لأي تفسيرات سياسية له"، واصفاً إياه بأنه "اقتصادي بحت".
كما شدد بن فرحان على أن "العلاقة مع واشنطن استراتيجية وداعمة لأمن واستقرار المنطقة"، وتابع: "التعاون العسكري بين الرياض وواشنطن يخدم مصلحة البلدين، وساهم في استقرار المنطقة.. علاقتنا مع الولايات المتحدة مؤسسية منذ تأسُّسها".
إعادة تقييم العلاقات الأمريكية السعودية
المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان بيير قالت من جهتها إنه سيتم إجراء مراجعة للسياسة، لكنها لم تحدد جدولاً زمنياً لاتخاذ إجراء، ولم تكشف عن معلومات حول من سيقود عملية إعادة التقييم. وأضافت أن الولايات المتحدة ستراقب الوضع عن كثب "خلال الأسابيع والأشهر المقبلة".
ويأتي الغضب الأمريكي هذا بعد أن أعلنت أوبك+ في وقت سابق عن خطط لخفض إنتاج النفط الأسبوع الماضي، بعد أسابيع من الضغط من قبل مسؤولين أمريكيين ضد اتخاذ مثل هذا القرار، ووجهت الولايات المتحدة اتهاماً للسعودية بالانحياز إلى جانب روسيا، التي تعترض على وضع سقف لسعر النفط الروسي من قبل الغرب بسبب غزوها لأوكرانيا.
وكان المسؤولون الأمريكيون يحاولون إقناع أكبر شريك عربي للولايات المتحدة برفض فكرة خفض الإنتاج، لكن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لم يتراجع.
ووفقاً لمصدر مطلع، دخل ولي العهد السعودي في مشاحنة مع بايدن خلال زيارة الرئيس الأمريكي إلى جدة في يوليو/تموز، وذلك بسبب مقتل جمال خاشقجي الصحفي في "واشنطن بوست" في عام 2018.
جون كيربي، المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض، قال إن بايدن يعتزم العمل مع الكونغرس "على التفكير في الطبيعة التي يجب أن تكون عليها هذه العلاقة"، وأضاف كيربي: "أعتقد أنه سيكون على استعداد لبدء هذه المحادثات فوراً.. لا أعتقد أن هذا شيء يمكن تأجيله أو يجب تأجليه، بمنتهى الصراحة، لفترة أطول".
كما قال نيد برايس، المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، إن إدارة بايدن لن تغض الطرف عن إيران، خصم الولايات المتحدة والغريم الإقليمي للسعودية، عند إعادة تقييم العلاقات الأمريكية السعودية.
ومعظم مبيعات الأسلحة الأمريكية إلى السعودية كانت تتم مع الوضع في الاعتبار التهديد الذي تشكله إيران في المنطقة، وقال برايس: "هناك تحديات أمنية، بعضها ينبع من إيران. وبكل تأكيد، لن نغض الطرف عن التهديد الذي تشكله إيران، ليس فقط بالنسبة للمنطقة، ولكن في مناطق أخرى أيضاً".
جدير بالذكر أنه في 5 أكتوبر/تشرين الأول 2022 أعلن تحالف "أوبك+" خفض إنتاج دوله الأعضاء من النفط بمقدار مليوني برميل يومياً، بداية من نوفمبر/تشرين الثاني 2022.
كذلك قال الأمير فيصل: "لا جوانب سياسية لقرار أوبك+، ولا ننظر لأي تفسيرات سياسية له"، واصفاً إياه بأنه "اقتصادي بحت". وشدد على أن "العلاقة مع واشنطن استراتيجية وداعمة لأمن واستقرار المنطقة".
تابع: "التعاون العسكري بين الرياض وواشنطن يخدم مصلحة البلدين، وساهم في استقرار المنطقة.. علاقتنا مع الولايات المتحدة مؤسسية منذ تأسيسها".