وصف زملاء سابقون للجنرال سيرجي سوروفكين، القائد الجديد الذي عينته موسكو لقواتها المحاربة في أوكرانيا، بأنه "لا يرحم على الإطلاق، ولا يكترث كثيراً للحياة البشرية"، وذلك تزامناً مع ضربات جوية شنتها روسيا على العاصمة كييف ومناطق مختلفة من أوكرانيا، في رد على تفجير جسر القرم.
وعينت وزارة الدفاع الروسية الجنرال سيرجي سوروفكين بالقوات الجوية السبت 9 أكتوبر/تشرين الأول، ليصبح القائد العام للقوات الروسية التي تقاتل في أوكرانيا.
وفي حين أنه من غير الواضح من الذي أصدر التوجيه للغارات الجوية الإثنين، إلا أنه من المعروف أن سوروفكين قصف مناطق مدنية في سوريا ومناطق أخرى، بحسب ما قالت صحيفة The Guardian البريطانية، الإثنين 10 أكتوبر/تشرين الأول 2022.
حيث قال مسؤول سابق في وزارة الدفاع عمل مع سوروفكين "إنهم لم يفاجأوا بالقصف المميت الذي وقع في العاصمة الأوكرانية وأسفر عن مقتل وجرح العشرات صباح الإثنين".
قال المسؤول السابق: "إن سوروفكين قاسٍ على الإطلاق، مع القليل من الاهتمام بالحياة البشرية، أخشى أن تكون يداه ملطختين بالكامل بالدماء الأوكرانية."
اكتسب سوروفكين سمعة سيئة لأول مرة خلال محاولة الانقلاب عام 1991 التي شنها المتشددون السوفييت، عندما قاد فرقة من البنادق مرت عبر الحواجز التي أقامها المتظاهرون المؤيدون للديمقراطية، وقُتل ثلاثة رجال في الاشتباك.
نمت سمعته القاسية في عام 2004 عندما ذكرت وسائل الإعلام الروسية أن كولونيلاً يعمل تحت قيادته قد قتل نفسه بعد أن تلقى توبيخاً حاداً من سوروفكين.
منذ ذلك الحين أطلق عليه زملاؤه لقب "الجنرال هرمجدون" بسبب أسلوبه المتشدد وغير التقليدي في شن الحرب.
وفقاً لصحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، قاد سوروفكين القوات الروسية في سوريا، وقالت هيومن رايتس ووتش إنه كان من بين القادة العسكريين الذين قد يتحملون "مسؤولية القيادة عن الانتهاكات خلال هجوم إدلب 2019-2020".
خلال هجوم إدلب، شن التحالف السوري الروسي عشرات الغارات الجوية والبرية طالت منازل ومدارس ومنشآت صحية والأسواق. أفادت هيومن رايتس ووتش أن الهجمات قتلت 1600 مدني على الأقل وشردت ما يقدر بنحو 1.4 مليون شخص.
عن ذلك، قال سيرجي سوروفكين أمام حشد من أفراد جيش النخبة في حفل أقيم في موسكو في عام 2017: "عند القيام بمهام قتالية في سوريا، لم ننسَ لدقيقة أننا كنا ندافع عن روسيا".
من جانبه، قال جليب إيريسوف، ملازم سابق في سلاح الجو عمل مع سوروفكين حتى عام 2020، إن الجنرال الجديد كان أحد الأشخاص القلائل في الجيش الذين "عرفوا كيفية الإشراف على أفرع الجيش المختلفة وتنظيمها".
قال إيريسوف: "إنه قاسٍ للغاية ولكنه قائد كفؤ أيضاً". "لكنه لن يكون قادراً على حل جميع المشاكل. روسيا تعاني من نقص في الأسلحة والقوى العاملة".
قال إيريسوف إنه منذ وجوده في سوريا، طور علاقة عمل جيدة مع شركة فاغنر العسكرية الخاصة، ورحب بتعيينه من قبل كبار منتقدي المجهود الحربي، بمن فيهم رمضان قديروف، رئيس جمهورية الشيشان.
وكتب قديروف في قناته على تليغرام صباح الإثنين: "الآن، أنا راضٍ بنسبة 100% عن العملية"، في إشارة إلى قصف كييف، حيث قُتل ستة مدنيين على الأقل.
وُلد سوروفكين عام 1966 في مدينة نوفوسيبيرسك السيبيرية وخدم في الجيش منذ عام 1991.
في 23 فبراير/شباط 2022، أي قبل يوم واحد من غزو روسيا لأوكرانيا، تم وضع سوروفيكين على قائمة عقوبات الاتحاد الأوروبي لدعمها وتنفيذ السياسات التي تقوض وتهدد استقلال أوكرانيا.