تعقد القوى المنضوية في "مجموعة السبع"، اجتماع أزمة، الثلاثاء 11 أكتوبر/تشرين الأول 2022، لمناقشة القصف الروسي الأخير على أوكرانيا، ويتوقع بأن تشدد رئيسة الوزراء البريطانية، ليز تراس، خلاله على ضرورة "عدم التراجع قيد أنملة" عن دعم كييف.
يأتي الاجتماع غداة إطلاق روسيا وابلاً من الصواريخ، ضربت العاصمة الأوكرانية لأول مرة منذ أشهر، بينما حذّر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي موسكو من أن بلاده "لا يمكن ترهيبها".
كانت روسيا قد أطلقت يوم الإثنين 10 أكتوبر/تشرين الأول 2022، أكثر من 80 صاروخاً على مدن في أنحاء أوكرانيا، بحسب كييف، في رد واضح على الانفجار الذي دمّر جزءاً من الجسر الرابط بين شبه جزيرة القرم وروسيا.
من المقرر أن يجتمع زيلينسكي مع قادة دول مجموعة السبع عبر الفيديو، لمناقشة الهجمات الروسية الأخيرة، وأعلن مكتب تراس أن رئيسة الوزراء البريطانية ستستغل الاتصال "لحض القادة الآخرين على البقاء على المسار".
يتوقع أن تقول إن "الدعم الدولي الكبير لكفاح أوكرانيا يتناقض بشكل صارخ مع عزلة روسيا في الساحة الدولية"، وستضيف: "لا أحد يرغب بالسلام أكثر من أوكرانيا. من طرفنا، علينا عدم التراجع قيد أنملة في عزمنا على مساعدتهم للظفر بذلك"، وفقاً لما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية.
بدوره، أفاد الناطق باسم الحكومة الألمانية شتيفان هيبسترايت الصحافيين، الإثنين 10 أكتوبر/تشرين الأول 2022، بأن المستشار الألماني أولاف شولتس، تحدّث هاتفياً مع زيلينسكي وأكد له "تضامن ألمانيا وباقي دول مجموعة السبع" مع أوكرانيا.
أما الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، فعقد اجتماعاً مع وزيريه للدفاع والخارجية لمناقشة الضربات التي رأى فيها مؤشراً على "تغيّر جوهري في طبيعة هذه الحرب".
كما أدان الرئيس الأمريكي جو بايدن الهجمات على أوكرانيا، التي قال إنها "تظهر الوحشية المطلقة لحرب (بوتين) غير الشرعية"، فيما أفاد البيت الأبيض في بيان بأن بايدن تحدّث مع زيلينسكي وتعهّد بتقديم "أنظمة دفاع جوية متطورة" لأوكرانيا.
من جهته، اعتبر وزير الخارجية الأوكراني، دمتيرو كوليبا، أن الضربات كشفت "اليأس" الذي تعاني منه موسكو بعدما تعرّضت لسلسلة انتكاسات عسكرية، بينما حذّر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من رد "شديد" على أي هجمات أخرى.
وخلال اجتماع طارئ للجمعية العامة للأمم المتحدة عقد لمناقشة إعلان موسكو ضم أربع مناطق أوكرانية تحتلها قواتها جزئياً، وصف سفير أوكرانيا لدى الأمم المتحدة سيرغي كيليتسيا روسيا بأنّها "دولة إرهابية"، مشيراً إلى أن ضربات الإثنين طالت عائلته.
كيليتسيا قال: "للأسف يصعب عليكم الدعوة إلى سلام مستقر وعاقل طالما أن ديكتاتورية غير مستقرة ومجنونة قائمة على مقربة من منكم"، بينما أفادت الدول الأعضاء بأن 14 مدنياً على الأقل قتلوا وجرح 97 في الضربات.
"بلحظة.. يأتي الموت"
القصف الذي تعرضت له أوكرانيا أصاب سكان المناطق الأوكرانية بصدمة وغضب، وكان إيفان بولياكوف (22 عاماً) غاضباً إلى حد أنه واجه صعوبة في التعبير لدى محاولته وصف إحدى الضربات التي استهدفت كييف.
بولياكوف قال في تصريح للوكالة الفرنسية: "رأيت النساء والأطفال يبكون.. أحب كييف. الناس طيبون وشجعان، ولكن بلحظة… يأتي الموت".
في دنيبرو، كان مكسيم في إجازة من القتال على الجبهة لأول مرة منذ ستة أشهر من أجل الاحتفال بعيد ميلاد زوجته عندما ضربت الصواريخ الروسية المدينة الواقعة في وسط أوكرانيا وأحدثت أضراراً في منزلهما.
مكسيم قال: "نقاتل على الجبهة من أجل حماية هذه المناطق" البعيدة عن الخطوط الأمامية، "ومع ذلك، يتمكنون من ضربها"، وأكد أن الضربة زادت إصراره أكثر من أي وقت مضى على دفع الروس للتراجع في شمال شرق أوكرانيا.
يُذكر أنه منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 فبراير/شباط 2022، سجّل أكثر من 7,6 مليون لاجئ أوكراني في أنحاء أوروبا، بينما نزح قرابة سبعة ملايين ضمن البلاد.