ستُسلِّم ألمانيا أول 4 أنظمة دفاع جوي متقدمة طال انتظارها إلى أوكرانيا "في الأيام القليلة المقبلة" بعد قصف صاروخي مكثف على كييف ومدن أخرى بعد أن تعهدت برلين منذ 4 أشهر بتوفيرها لكييف، حسب ما نشرته صحيفة The Times البريطانية.
وتتكون صواريخ "إيريس تي إس إل إم" من 8 صواريخ أرض-جو محمولة على شاحنات، ويمكنها إسقاط الطائرات أو الصواريخ على مدى يصل إلى 25 ميلاً (40 كيلومتراً) وارتفاع 12 ميلاً (19 كيلومتراً).
وفي ذلك الوقت، قال المستشار الألماني أولاف شولتز إنَّ البطاريات المُوجّهة بالرادار، التي تتوفر بتكلفة تقديرية تبلغ 140 مليون يورو للقطعة الواحدة، "ستمكن أوكرانيا من حماية مدينة بأكملها من الغارات الجوية الروسية" ومع ذلك، فقد أُحبط الأوكرانيون كثيراً بسبب تأخر الشحنات، والتعليق المزعوم لطلب كييف لـ 11 منظومة صواريخ الذي قدمته مباشرةً إلى الشركة المُصنّعة الألمانية، في انتظار الحصول على ترخيص تصدير من برلين.
يبدو أن الضربات الصاروخية التي وقعت، صباح الاثنين 10 أكتوبر/تشرين الأول 2022، عبر أوكرانيا، والتي ألقتها القاذفات الروسية، دفعت ألمانيا إلى التحرك، إذ قالت وزيرة الدفاع الألمانية، كريستين لامبرخت، إن "وابل الصواريخ المتجدد على كييف والعديد من المدن الأخرى يوضح مدى أهمية التسليم السريع لأنظمة الدفاع الجوي لأوكرانيا".
فيما أضافت المسؤولة الألمانية: "الهجمات الروسية بالصواريخ والطائرات المُسيّرة هي أكثر ما يرهب السكان المدنيين؛ لهذا السبب، ندعم الآن [أوكرانيا] بأسلحة الدفاع الجوي على وجه الخصوص".
ورددت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بربوك رسالتها، وقالت إن حكومتها تفعل "كل ما بوسعها" لتعزيز الدفاعات الجوية الأوكرانية.
في الأشهر الأولى من الحرب أرسلت ألمانيا ودول أوروبية أخرى إلى أوكرانيا الآلاف من قاذفات الصواريخ المضادة للطائرات أحادية الاستخدام والمحمولة على الكتف مثل "ستينغر" و"ستريلا".
ومع ذلك، لم تتلقَّ كييف إلا القليل نسبياً من الأنظمة متوسطة المدى بخلاف حزمة أنظمة صواريخ أرض-جو الأمريكية النرويجية "ناسماس"، وبطارية "إس-300" سوفييتية الصنع تبرعت بها سلوفاكيا مقابل نظام صواريخ باتريوت من ألمانيا. ويُعتقَد أن "إس-300" تعرضت للتدمير على يد القوات الروسية بعد وقت قصير من دخولها أوكرانيا.
سيمثل "أيريس تي"، الذي طُوِّر في البداية باعتباره صاروخ جو-جو، ترقية مهمة. تضم كل "وحدة إطلاق نيران" ثلاث مركبات: قاذفة بدون طيار ورادار و"مركز عمليات تكتيكي" من رجلين لإصدار التعليمات. ويمكن أن تستهدف صواريخ كروز والصواريخ البالستية قصيرة المدى وكذلك الطائرات والمروحيات والطائرات بدون طيار.
وطور صواريخ "أيريس تي إس إل إم" شركة Diehl الألمانية لتصنيع الأسلحة -ومقرها أوبرلينغن- وطُرِحَت لأول مرة في السوق في عام 2014، وقد بيعت حتى الآن إلى السويد والنرويج ومصر، لكن لم تحصل عليها القوات المسلحة الألمانية بعد.
وحتى 3 أغسطس/آب، وهو آخر موعد تتوفر فيه أرقام دولية قوية، تعهدت ألمانيا بمنح أوكرانيا مساعدات عسكرية بمبلغ 1.2 مليار يورو، وفقاً لمعهد Kiel Institute للاقتصاد العالمي.
كما شمل ذلك 660 مليون يورو من الأسلحة والمعدات الأخرى؛ منها 470 مليون يورو تسلّمتها أوكرانيا بالفعل، بما في ذلك 30 مدرعة مضادة للطائرات من طراز "جيبارد" و10 مدافع "بي زد إتش 2000" ذاتية الدفع ولا تزال الحكومة الألمانية تتعرض لضغوط من أوكرانيا وبعض حلفائها في أوروبا الوسطى للتبرع بدبابات القتال الرئيسية "ليوبارد 2" ومركبات المشاة القتالية "ماردر".