قدّم الملياردير إيلون ماسك، الجمعة 7 أكتوبر/تشرين الأول 2022، مقترحاً لإنهاء التوتر بين الصين وتايوان، من خلال إعطاء بكين بعض السيطرة على تايوان، وذلك بعد أيام من اقتراح قدّمه ماسك لإنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا، أثار إدانة من كييف.
ماسك وهو أغنى شخص بالعالم ومؤسس شركة "تسلا"، قال في تصريح لصحيفة "فايننشال تايمز" في مقابلة: "اقتراحي (…) يتعلق بتحديد منطقة إدارية خاصة لتايوان، وهذا أمر مستساغ بشكل معقول، وربما لن ينال رضا الجميع".
أضاف ماسك أنه "من الممكن، وأعتقد أنه من المحتمل في واقع الأمر أن يكون لديهم ترتيب أكثر تساهلاً من (المطبق في) هونغ كونغ".
أشار ماسك إلى أنه يعتقد أن اندلاع صراع بشأن تايوان أمر حتمي، وحذَّر من تأثيره المحتمل ليس فقط على "تسلا"، ولكن أيضاً على شركة "آبل"، التي تصنع أجهزة الآيفون، وعلى الاقتصاد على نحو أوسع نطاقاً.
جاءت تصريحات ماسك رداً على سؤال من الصحيفة عن الصين، حيث تدير شركة "تسلا" للسيارات الكهربائية التي يملكها مصنعاً كبيراً في شنغهاي.
كانت بكين التي تقول إن تايوان هي إحدى مقاطعاتها قد تعهدت بإخضاعها لسيطرتها، ولم تستبعد استخدام القوة لفعل ذلك، فيما تُعارض حكومة تايوان بشدة مطالبات الصين بالسيادة، وتقول إن سكان الجزيرة البالغ عددهم 23 مليوناً هم فقط من يمكنهم تقرير مستقبلها.
تأتي تصريحات ماسك بالتزامن مع قول نائب وزير الاقتصاد في تايوان، تشين تشيرن تشي، إن تايوان تخزّن الإمدادات الحيوية للاستعداد لحصار محتمل من البر الرئيسي للصين، أو في حالة اندلاع صراع؛ بحسب ما نشرته صحيفة The Times البريطانية.
المسؤول التايواني أضاف أنه "فيما يتعلق بنزاع عسكري محتمل، أجرينا استعدادات الغذاء والطاقة والإمدادات الحيوية، بما في ذلك إمدادات التصنيع. لدينا نظام، ونُجري جرداً كل شهر"، وتابع: "نريد التأكد من أنَّ لدينا مخزوناً يغطي فترة معينة في تايوان، بما في ذلك المواد الغذائية، والإمدادات الأساسية والمعادن والمواد الكيميائية والطاقة بالطبع".
كان ماسك قد أثار جدلاً واسعاً، الأسبوع الماضي، عندما اقترح أن تتنازل أوكرانيا بشكل دائم عن شبه جزيرة القرم لروسيا، وأن تُجرى استفتاءات جديدة تحت رعاية الأمم المتحدة لتحديد مصير الأراضي التي تسيطر عليها روسيا، وهي لوغانسك، ودونيتسك، وخاركيف، وزابورجية.
كما اقترح ماسك أن توافق أوكرانيا على أن تصبح دولة محايدة، وطلب من مستخدمي تويتر إبداء رأيهم في خطته، وهو ما أثار انتقادات حادة من الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
رد زيلينسكي على ماسك بتغريدة وضع فيها استطلاعاً: "أي من إيلون ماسك تحب أكثر؟"، مقدماً إجابتين: "أحدهما يدعم أوكرانيا، والآخر يدعم روسيا".
لم يكن زيلينسكي الرئيس الوحيد الذي علّق على تغريدة ماسك، إذ قال رئيس ليتوانيا جيتاناس ناوسيدا على تويتر: "عزيزي إيلون ماسك، عندما يحاول شخص ما سرقة عجلات سيارة تسلا الخاصة بك فهذا لا يجعله مالكاً قانونياً للسيارة أو للعجلات".
كان لسفير أوكرانيا المنتهية ولايته لدى ألمانيا، أندريه ميلنيك، رد فعل حاد أيضاً على خطة ماسك لإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية، وكتب ميلنيك على تويتر يقول: "اللعنة هي رد دبلوماسي للغاية عليك يا إيلون ماسك"، بحسب قوله.