قالت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية، في تقرير نشرته الجمعة 7 أكتوبر/تشرين الأول 2022، إن هناك العديد من المعتقلين السياسيين في مصر قد تعرضوا للتعذيب، وذلك رغم مساعي السيسي لعقد مؤتمر المناخ بمدينة شرم الشيخ في نوفمبر/تشرين الثاني 2022.
الصحيفة الأمريكية وفي تقريرها، نقلت عن أحد النشطاء السياسيين المصريين قوله إنه تعرض للضرب وسوء المعاملة على مدار ثلاث سنوات قضاها داخل أحد السجون المصرية.
حيث وصف الناشط السياسي الذي ذكرت الصحيفة اسمه بـ"حسن بربري"، تعرضه في السجن للضرب المروع والحبس الانفرادي فترات طويلة، إضافة إلى البقاء في زنازين صغيرة ومكتظة تفتقد للتهوية الكافية، علاوة على عدم توافر المياه النظيفة والطعام الصالح للأكل.
شهادات لتعذيب مصريين في السجون
في حين قال حسن بربري إن الضباط أخبروه بـ"أنه لن يرى الشمس مرة أخرى"، ثم وضعوه داخل زنزانة مع أكثر من 10 سجناء آخرين، وقد ضُرب "حتى سالت الدماء من وجهه". وأضاف: "نقلوني بعدها إلى الحبس الانفرادي في غرفة دون تهوية كافية وأُعطيت زجاجتين، واحدة لأشرب منها وأخرى لأتبول فيها".
كذلك نقل التقرير عن سجين سابق، لم يذكر اسمه، أنه رُبط وصُعق بالكهرباء. وأوضح التقرير أن المعتقل المذكور شارك في مظاهرة مناهضة للحكومة عام 2019 وفي أثناء استجوابه "أُجبر على الاعتراف الكاذب بانتمائه إلى منظمة اشتراكية يسارية متطرفة" ساعدت على تنظيم ثورة يناير/كانون الثاني 2011 وبأنه استخدم مفرقعات نارية، حيث سُجن قرابة عامين قبل الإفراج عنه في مايو/أيار 2022.
ضياء رشوان لا ينكر الانتهاكات
من جانبه قال ضياء رشوان، المتحدث باسم الهيئة العامة للاستعلامات، إن هناك "أخطاء ربما" لكن "لا توجد انتهاكات منهجية" لحقوق الإنسان في السجون المصرية.
في حين تقول جماعات حقوق الإنسان إنه خلال فترة السيسي في السلطة، أشرف الرئيس على واحدة من أقسى حملات القمع ضد حقوق الإنسان على مستوى العالم.
حيث قدرت منظمة هيومن رايتس ووتش الحقوقية ومقرها نيويورك، أن مصر اعتقلت أو اتهمت ما لا يقل عن 60 ألف شخص. وتقول هذه المجموعات الحقوقية إن أوضاع السجون المصرية سيئة، حيث يتعرض السجناء للإيذاء الجسدي والنفسي، وهي تتساوى مع الظروف التي درسوها في البلدان التي مزقتها الحرب مثل سوريا واليمن.
تعذيب جسدي
في حين قال معتقلون سابقون آخرون إنهم تعرضوا لما تصفه جماعات حقوقية بأنه شكل شائع من أشكال التعذيب الجسدي، فعند دخولهم إلى سجن يتعرضون للضرب من قبل صفين من الجنود. تبع ذلك عدد لا يحصى من سوء المعاملة والإيذاء، من الاكتظاظ في زنزانات السجن إلى الحرمان من الزيارة العائلية، ووقت الفراغ والرعاية الطبية.
من جانبه أمضى الناشط السياسي شريف الروبي (42 عاماً)، السنوات السبع الماضية داخل السجن وخارجه، وأُطلق سراحه في مايو/أيار، قبل أن تعيد السلطات اعتقاله في سبتمبر/أيلول.
قال إنه خلال إحدى فترات سجنه، أُجبر على مشاركة زنزانة مع أكثر من 50 شخصاً آخرين. كانت صغيرة جداً لدرجة أن كل شخص يمكنه الاستلقاء لمدة أربع ساعات فقط في اليوم. يشمل الطعام المقدم الفاصوليا غير المطبوخة.
وسط الازدحام، قال السيد روبي إنه شاهد رجلاً يبلغ من العمر 20 عاماً، يموت بسبب نوبة قلبية. كان يعتقد أن السبب هو نقص التهوية. قال السيد روبي: "لقد استغرق وصول حراس السجن ساعة واحدة".
قال بعض المعتقلين السابقين إنهم تلقوا تهديدات وتحذيرات من ضباط أمن الدولة قبل إطلاق سراحهم، ومعظمهم لديهم قضايا لا تزال مفتوحة، مما يعني أنه يمكن احتجازهم مرة أخرى، فيما يواجه البعض أيضاً قيوداً على السفر.