نشر ناصر القرني، نجل الداعية، عوض القرني، الثلاثاء 5 أكتوبر/تشرين الأول 2022، فيديو روى فيه تفاصيل اعتقال والده، في ليلة كانت شبيهة بساحة حرب، على حد وصفه.
ونشر القرني فيديو على حسابه بموقع تويتر، أرفقه بتعليق جاء فيه: "من هم الذين داهموا منزلنا يوم الاعتقال؟ وكيف اقتحموا البيت على والدي وأهلي؟ وعماذا كانوا يبحثون في داخل المنزل؟ وأنا وأخي .. أين كنا؟!".
إذ قال القرني إن الاعتقال تم بعد غروب شمس يوم 9 سبتمبر/أيلول عام 2017، حيث جاءت سيارتان تقلان بعض الأشخاص، وتحدثوا مع والده عبر سماعة جرس المنزل، وقالوا له نحن ضيوف من خارج المنطقة، وأضاف أنه "كان من الطبيعي أن يأتي ضيوف إلى الوالد بشكل مفاجئ، وبعدها رحب بهم ونزل لاستقبالهم، وعندما فتح الباب انقضوا عليه مباشرة، وحاولوا دخول المنزل، وكانوا يرتدون ملابس مدنية".
وكشف أن والده المعتقل حالياً أخرجهم وأغلق الباب لوجود الأهل (نساء) والأطفال في المنزل، إلا أنه بعد دقائق، أتت نحو 30 سيارة مدججة بعناصر مسلحة، واقتحموا المنزل وفتشوه وصادروا الأجهزة الإلكترونية، حسب قوله.
وأشار إلى أن عملية التفتيش استمرت لوقت متأخر من الليل وسط رعب وخوف عاشه الموجودون داخل المنزل، كما أضاف أن مقتحمي المنزل حاولوا تقييد والده أمام أطفاله الذين تم تفتيشهم وحبسهم في غرفة صغيرة، كما أشهر المقتحمون السلاح بوجه كل الموجودين بالمنزل، حسب ما قاله نجل الداعية بالفيديو.
كما كشف نجل الداعية أنه، وقت الحادثة، كان هو وشقيقه خارج المنزل، وصدموا بعد عودتهما من هول المنظر، إذ بدا المنزل كساحة حرب، حيث تواجد نحو 100 رجل مسلح، وكانوا يحيطون بالمنزل، وتم منعهم من دخول المنزل "بقوة السلاح".
وأشار إلى أنه "بعد اعتقال والده، قيل لهم إنه سيعود بعد يومين، وها نحن الآن في شهر أكتوبر/تشرين الأول سنة 2022، وما زال والدي معتقلاً".
خروج ناصر القرني من المملكة
ويأتي هذا بعد أن أعلن ناصر القرني، في وقت سابق، تمكُّنه من مغادرة المملكة نحو مكان آمن؛ خوفاً من الاعتقال، وذلك من أجل الدفاع عن والده والمعتقلين في بلاده، إذ نشر نجل الداعية السعودي مقطع فيديو على حسابه بموقع تويتر، شرح فيه أسباب خروجه المفاجئ من المملكة العربية السعودية.
وقال ناصر في مقطع الفيديو: "أنا ناصر، والدي هو الدكتور عوض القرني، المعتقل الذي تطالب النيابة العامة بإعدامه، أعلن اليوم في هذا الفيديو أنني تمكنت من الخروج من البلد، والوصول إلى مكان آمن".
وفي 12 سبتمبر/أيلول 2017، ألقت السلطات الأمنية السعودية القبض على القرني ضمن حملة اعتقالات طالت عدداً من المفكرين والدعاة والناشطين، وفقاً لـ"مؤسسة منا لحقوق الإنسان".
وفي وقت سابق، قالت 16 رابطة وجمعية إسلامية في بيان مشترك، إن السعودية، وبدلاً من تكريم الدعاة والعلماء الذين خدموا الدين والمملكة لعقود، وجلهم من كبار السن، قامت بسجنهم، والتنكيل بهم.
وبعد وصول ولي العهد محمد بن سلمان إلى السلطة، شنت السلطات السعودية حملة اعتقالات طالت العديد من الدعاة، أبرزهم: الداعية سلمان العودة، والأكاديمي علي العمري، والمفكر عوض القرني، وسط مطالب من شخصيات ومنظمات دولية ومحلية بضرورة إطلاق سراحهم.
والقرني داعية إسلامي سعودي ولد في عام 1957 بمحافظة بلقرن بمنطقة عسير (جنوب غرب)، حصل على الدكتوراه في الشريعة الإسلامية، وتخصص في الفقه وأصول الفقه، وعمل أستاذاً بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية فرع أبها، ثم جامعة الملك خالد.