تخطط السعودية بالاتفاق مع روسيا إلى الإعلان عن تخفيضات كبيرة في إنتاج النفط، وذلك خلال اجتماع "أوبك +" المرتقب الأربعاء 5 أكتوبر/تشرين الأول 2022، في خطوة اعتبرت تحدياً للولايات المتحدة التي تطلب من منتجي النفط رفع كمياتهم للتعويض عن نقص الإمداد المفروض على روسيا، وفقاً لما قالت صحيفة "فايننشال تايمز" الأمريكية.
بحسب الصحيفة، فإن المملكة العربية السعودية وروسيا تضغطان من أجل تخفيضات تتراوح بين مليون ومليوني برميل يومياً أو أكثر، وقال محللون إن هذه الخطوة من المحتمل أن تؤدي إلى اتخاذ إجراءات أمريكية مضادة.
مصدر في منظمة منتجي النفط "أوبك" أكد لرويترز كذلك أن تحالف أوبك+ يدرس تخفيضات في إنتاج النفط تصل إلى مليوني برميل يومياً.
وفي أول تعقيب على هذه الأنباء، قال مصدر مطلع لرويترز إن الولايات المتحدة تطالب دول أوبك+ بعدم المضي قدماً في تخفيضات كبيرة محتملة في إنتاج النفط.
قال المصدر إن واشنطن تقول لدول أوبك+ إن العوامل الأساسية الاقتصادية لا تدعم خفض الإنتاج.
من جانبه، قال رعد القادري، المحلل في مجموعة أوراسيا: "هذه ليست المملكة العربية السعودية القديمة، وربما كانت الولايات المتحدة بطيئة بعض الشيء أو غير راغبة في الاعتراف بذلك في مسائل الطاقة".
كما أضاف: "إذا كانوا يريدون سعراً أعلى للنفط، فقد أشاروا بوضوح إلى أنهم سيواصلون ذلك، حتى لو أدى ذلك إلى رد فعل متبادل من الولايات المتحدة".
من المحتمل أن يكون لمثل هذا التخفيض تأثير كبير على الأسعار، التي تراجعت خلال الصيف في حافز للفرص الانتخابية للديمقراطيين للرئيس جو بايدن في الانتخابات النصفية الأمريكية الشهر المقبل.
لا تزال الأسعار مرتفعة بالمعايير التاريخية، ومع احتمال أن يتضح خفض كبير للإنتاج، ارتفع خام برنت، المعيار الدولي، فوق 90 دولاراً للبرميل الثلاثاء – بزيادة 7% منذ عطلة نهاية الأسبوع.
تأتي التوترات بين المملكة العربية السعودية، أكبر مصدر للنفط الخام في العالم، والولايات المتحدة، أكبر مستهلك في العالم، في الوقت الذي يحذر فيه المحللون من تعمق حرب الطاقة العالمية الناجمة عن الغزو الروسي لأوكرانيا.
كثفت كل من الرياض وموسكو سعيهما لخفض الإنتاج لوقف انخفاض أسعار النفط، التي تراجعت من حوالي 120 دولاراً للبرميل في أوائل يونيو/حزيران – وهو انخفاض أضر بإيرادات الدولة الروسية.
تريد الولايات المتحدة تقييد عائدات النفط الروسية لتجريد جيشها من التمويل، مما يجعل التعاون السعودي المستمر مع موسكو مصدر توتر بين الرياض والبيت الأبيض.