هرب نجل رجل دين سعودي مسجون بارز من المملكة وتقدم بطلب لجوء إلى المملكة المتحدة، قائلاً إن حياته مهددة من قبل السلطات السعودية، وذلك في حوار له مع وكالة بلومبيرغ الأمريكية الثلاثاء 4 أكتوبر/تشرين الأول 2022.
حيث قال ناصر القرني إن مسؤولي أمن الدولة السعوديين حذروه من سجنه أو إعدامه إذا انتقد معاملة والده عوض القرني. وكان القرني الأكبر قد اعتقل في عام 2017 لنشره تغريدات على تويتر تنتقد المملكة، وفقاً لرسالة من مبعوثي الأمم المتحدة لحقوق الإنسان.
ناصر عوض القرني يهرب من السعودية
كان ناصر عوض القرني، نجل الداعية السعودي المعتقل عوض القرني، قد أعلن السبت 1 أكتوبر/تشرين الأول 2022، تمكُّنه من مغادرة المملكة نحو مكان آمن؛ خوفاً من الاعتقال، وذلك من أجل الدفاع عن والده والمعتقلين في بلاده.
حيث نشر نجل الداعية السعودي مقطع فيديو على حسابه بموقع تويتر، شرح فيه أسباب خروجه المفاجئ من المملكة العربية السعودية. إذ قال ناصر في مقطع الفيديو: "أنا ناصر، والدي هو الدكتور عوض القرني، المعتقل الذي تطالب النيابة العامة بإعدامه، أعلن اليوم في هذا الفيديو أنني تمكنت من الخروج من البلد، والوصول إلى مكان آمن".
ناصر أضاف: "أعلم أن الكلام بالداخل قد تكون نتيجته الاعتقال، وقد اُعتقل حتى وأنا صامت فقط، لأنني ابن الدكتور عوض القرني، فنحن في الداخل استنفدنا كافة الطرق لأجل الإفراج عن والدي وإيقاف الظلم الجائر الذي تعرض له".
زاد ناصر: "مزيد من المطالبة بوقف الانتهاكات يعني مصيراً محتوماً بالاعتقال والتنكيل، خرجت لإنقاذ ما يمكن إنقاذه في بلادي من نصرة معتقلين ورفع الظلم عن والدي المهدد بالإعدام"، ومضى بالقول: "للأسف فإن وطني يتساقط ليس فقط حقوقياً، بل في كل المجالات اجتماعياً واقتصادياً وسياسياً".
الحكم بإعدام عوض القرني
تم اعتقال القرني واتهامه بناءً على محتوى تغريداته ، وفقاً لرسالة مبعوثي الأمم المتحدة المتاحة للجمهور. وكان المدعي العام السعودي قد طالب بإعدام القرني واتهمه بارتكاب سلسلة من الجرائم المزعومة، بما في ذلك "التحريض على الإساءة لقادة الدول الأخرى" و"التحريض على القتال" ودعم جماعة الإخوان المسلمين، والتي تم تصنيفها على أنها منظمة إرهابية في المملكة العربية السعودية، بحسب جاء في الرسالة.
من جانبها، قالت هيومن رايتس ووتش في تقرير أصدرته في سبتمبر/أيلول 2017 إن اعتقال القرني ورجال دين آخرين "يتناسب مع نمط من انتهاكات حقوق الإنسان ضد المدافعين والمعارضين السلميين، بما في ذلك المضايقة والترهيب وحملات التشهير وحظر السفر والاحتجاز والملاحقة القضائية".
تغير الأوضاع للأسوأ
في حواره مع وكالة بلومبيرغ قال ناصر القرني، نجل رجل الدين المسجون، 24 عاماً، والذي تحدث من خلال مترجم: "في عهد محمد بن سلمان، تغير الوضع في المملكة العربية السعودية بشكل سيئ حقاً. إذا رغب أي شخص سعودي في التعبير عن رأيه، فلديه خياران: مواجهة السجن، مما قد يؤدي إلى عقوبة الإعدام. أو تعيش وفمك مغلق ولا يمكنك أن تقول كلمة تنتقده أو تنتقد السلطات".
فيما نفى القرني المزاعم ضد والده، الذي قال إنه اتهم أيضاً بامتلاك كتب محظورة وتعليقات على تويتر، بما في ذلك الدعوة إلى معاملة عادلة للسجناء السياسيين.
حيث قال إنه سافر إلى لندن لطلب اللجوء والتوعية بالحملة القمعية في المملكة العربية السعودية ومحاولة إنقاذ حياة والده. ونال مقطع فيديو نُشر على حسابه على تويتر في الأول من أكتوبر/تشرين الأول2022 يعلن فيه مغادرته السعودية 1.4 مليون مشاهدة.
مضايقات من الأمن السعودي
كذلك فقد قال القرني إنه حاول المطالبة بالإفراج عن والده في السعودية واستجوبه مسؤولو أمن الدولة في عدة مناسبات. وقال: "لقد أرادوا مني تبني روايتهم للقصة"، مضيفاً أن المسؤولين أخبروه أنه ممنوع من مغادرة البلاد. وأكد أنه حصل مؤخراً على جواز سفر وفر من البلاد دون إبلاغ أي من أفراد أسرته، وسافر أولاً إلى الأردن ثم إلى لندن، حيث وصل في منتصف سبتمبر/أيلول 2022.
يذكر أن القرني داعية إسلامي سعودي ولد في العام 1957 بمحافظة بلقرن بمنطقة عسير (جنوب غرب)، حصل على الدكتوراه في الشريعة الإسلامية وتخصص في الفقه وأصول الفقه، وعمل أستاذاً بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية فرع أبها ثم جامعة الملك خالد.