قال محامون روس، إن طلبات انهالت عليهم من قبل مواطنين مذعورين، يطالبون بالمساعدة في تفادي التجنيد والقتال بأوكرانيا، بعدما شملهم قرار التعبئة الذي أصدره الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، 21 سبتمبر/أيلول 2022، وسط استمرار الحرب في البلد الجار لروسيا.
يُشير المحامون إلى أنهم يعملون بجد لتقديم النصح لأولئك المعرضين لإرسالهم للقتال في أوكرانيا، وذلك في وقت شملت فيه التعبئة العسكرية الجزئية 300 ألف شخص.
كان قرار التعبئة قد أدى إلى فرار مئات الآلاف إلى دول مثل كازاخستان وجورجيا وفنلندا، وبقى كثيرون غيرهم في روسيا مختبئين من القائمين على التجنيد العسكري، ويُصلّون لعدم استدعائهم أو يأملون في الإعفاء من الخدمة.
سيرجي كريفينكو، الذي يدير مجموعة تسمى (المواطن، الجيش، القانون) وتضم عشرة محامين تقريباً، يقول: "إننا نعمل على مدار الساعة"، ويضيف أن "الناس يُنتزعون من حياتهم العادية (…) هذه تعبئة بلا حدود زمنية خلال حرب، يمكن أن تستمر لشهور أو سنوات".
أشار كريفينكو إلى أنهم قد لا يعودون، وأن "ترك الجيش أمر مستحيل إلى حد كبير، الطريقة الوحيدة هي الموت أو الإصابة أو السجن بسبب عصيان الأوامر".
يأتي هذا بينما تُنفذ عملية التعبئة بفوضوية، على الرغم من إعلان استدعاء ذوي الخبرة العسكرية والتخصصات المطلوبة، إلا أن التنفيذ بدا في الغالب غافلاً عن سجل الخدمة العسكرية للأفراد أو حالتهم الصحية أو وضعهم كطلاب أو حتى أعمارهم.
بوتين اعترف الأسبوع الماضي بالأخطاء، وشدد على ضرورة تصحيحها. وقال: "على سبيل المثال أفكر في آباء عدد كبير من الأطفال، أو الأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة، أو الذين تجاوزوا سن التجنيد بالفعل".
من جانبه، قال حاكم منطقة "خاباروفسك" في أقصى شرقي البلاد، الإثنين 3 سبتمبر/أيلول 2022، إنه تم فصل المفوض العسكري بالمنطقة بعد إعادة نصف الرجال الذين تم استدعاؤهم حديثاً إلى ديارهم لعدم استيفاء معايير التجنيد.
مغادرة روسيا الخيار الأفضل
على مواقع التواصل الاجتماعي يتم تداول تداول النصائح حول كيفية تفادي التعبئة، جنباً إلى جنب مع نماذج للمطالبة بالإعفاءات الطبية.
محامي حقوق الإنسان بافيل تشيكوف، قال الإثنين 3 أكتوبر/تشرين الأول 2022، إنه وفريقه قدموا ندوات استشارية عبر الإنترنت لعشرة آلاف من موظفي الشركات، وزاد عدد متابعيه على تطبيق المراسلة "تليغرام" إلى أكثر من ثلاثة أمثاله، إلى 466 ألفاً خلال الأسبوعين الماضيين.
كذلك انتشرت كالنار في الهشيم قصص الرجال الذين ينبغي إعفاؤهم من الخدمة العسكرية بموجب المعايير المذكورة، ولكن تم استدعاؤهم على أي حال.
يقول دميتري لوتسينكو، العضو في إدارة مجموعة تسمى (الإفراج) تقدم الاستشارات والمعلومات القانونية: "أفضل طريقة لتجنب التجنيد الإجباري هي مغادرة روسيا الآن".
أضاف لوتسينكو أن الخيار الأفضل الثاني هو الاختباء، وقال إن "تجنب التوقيع على استدعاء تُجنب المكاتب العسكرية، العقوبة القانونية لعدم الذهاب هي غرامة صغيرة، ولا أعرف أي شخص تم تغريمه حتى الآن".
يُذكر أنه منذ 24 فبراير/شباط 2022، تشنّ روسيا هجوماً عسكرياً في جارتها أوكرانيا، ما دفع عواصم في مقدمتها واشنطن إلى فرض عقوبات اقتصادية شديدة على موسكو.