طالب ناشطون سودانيون باتخاذ إجراءات عاجلة لمعالجة ما يقولون عنه إنه تزايد في "جرائم القتل بدافع الشرف" في السودان، حسبما ذكرت صحيفة The Guardian البريطانية 3 أكتوبر/تشرين الأول 2022.
أعداد الضحايا
فقد قُتلت 11 امرأة على يد أقاربهن حتى الآن منذ بداية العام، أي أكثر من ضعف العدد المبلغ عنه في 2021. وقُتلت امرأتان في الشهر الماضي.
إذ توفيت عائشة أبكر بعد هجوم مزعوم من أبيها وأشقائها في الأسبوع الماضي، بعد أن علموا أن الفتاة العزباء البالغة من العمر 18 عاماً من جنوب دارفور، كانت حبلى.
وأشارت تقارير إلى أن أختها البالغة من العمر 17 عاماً ترقد في حالة حرجة داخل المستشفى بعد إصابتها في نفس الهجوم. وأُلقي القبض على ثلاثة رجال في هذا الحادث.
وقبل ثلاثة أيام أفادت تقارير بوفاة تيسير جمعة، 21 عاماً، على يد أشقائها وأبناء عمومتها، الذين اعتقدوا أنها تتحدث مع رجال على هاتفها، وذلك حسبما علمت صحيفة The Guardian من أحد النشطاء. ولم يُعتقل أي شخص في هذا الحادث.
"غيض من فيض"
من جانبها، قالت نهلة يوسف، المديرة التنفيذية لمنظمة المستقبل، وهي منظمة لدعم حقوق النساء في ولاية جنوب دارفور، إن الحالات المبلغ عنها كانت "غيضاً من فيض".
المديرة التنفيذية للمنظمة أوضحت: "أعتقد أن هناك الكثير جداً من الجرائم المشابهة في القرى والبلدات البعيدة عن تسليط الإعلام. نحن نعرف فقط عن تلك التي يُبلغ عنها لدى الشرطة".
كما أضافت: "يرجع هذا كله إلى الجهل والافتقار إلى الوعي، فهم يعتقدون أنه من العار رؤية بناتهن يدخلن في علاقات. هذه الجرائم كانت دائماً موجودة هنا، لكنها تزيد الآن بسبب غياب المساءلة".
وأشارت نهلة إلى أن الفتيات الأصغر كانت تُستهدف لأنهم يحملن هواتف جوالة.
وتابعت قائلة: "حتى الفتيات اللواتي يكنّ ناشطات يعملن في المجالات المهمة التي توثق الانتهاكات التي يعاني منها الأشخاص في [مخيمات النازحين] يُستهدفن الآن عن طريق أقاربهن. اضطررنا لتوفير مأوى لبعض النساء لأنهن يحملن هواتف ذكية ويفترض أقاربهن أنهن يدردشن مع الرجال".
غالبية الحالات المبلغ عنها هذا العام حدثت في دارفور، حيث استُخدم الاغتصاب على مدى عقود سلاحاً ضد النساء عن طريق ميليشيات الجنجويد.
وزادت نهلة أن منظمتها كانت تخطط لتنظيم احتجاجات من أجل رفع الوعي بشأن "جرائم القتل بدافع الشرف"، وأنها كاتبت هيئة محامي دارفور من أجل أن تحث المحامين على الضغط كي تصل القضايا إلى المحكمة، وألا تجري تسويتها سرياً مع العائلات.
أسباب تزايد الضحايا
من جهتها، قالت سليمة إسحق، مديرة وحدة العنف ضد المرأة في وزارة الشؤون الاجتماعية، إن تزايد الهجمات يُعزى جزء منه إلى انقلاب أكتوبر/تشرين الأول العام الماضي، الذي عطل المؤسسات الحكومية.
إسحق أوضحت: "ليس هناك نظام معمول به، ولا شيء يؤدي وظيفته، والنظام القضائي لا يعمل"، مضيفة أن الحكومة "مشغولة للغاية بإطلاق سراح من قتلوا الشهداء خلال الثورة، برغم قولهم إنهم نفذوا الانقلاب من أجل أمن وسلامة الشعب السوداني".
فيما أشارت صحيفة The Guardian إلى أن بحثاً أجرته شبكة الباروميتر العربي في 2019 أوضح أن أكثر من ربع الأشخاص الذين تتجاوز أعمارهم 35 عاماً في السودان اعتقدوا أن "جرائم القتل بدافع الشرف" كانت مقبولة.
في يوليو/تموز، حُكم على امرأة سودانية بالرجم حتى الموت لارتكابها الزنا، وهو حكم صدر للمرة الأولى منذ 10 سنوات.