أعلن المرشد الأعلى في إيران علي خامنئي، الإثنين 3 أكتوبر/تشرين الأول 2022، دعمه لقوات الأمن الإيراني التي تواجه احتجاجات مستمرة في البلاد لأيام، واصفاً حادثة وفاة الشابة مهسا أميني بعد اعتقالها من قبل الشرطة بأنه "مريرة".
يُعد هذا أول تعليق من خامنئي على الاحتجاجات المتواصلة في إيران منذ منتصف سبتمبر/أيلول 2022، والتي فجرتها وفاة أميني.
خامنئي أبدى مساندته للقوات الإيرانية التي تتصدى للمتظاهرين، والتي تعرضت لانتقادات من دول ومنظمات حقوقية، وقال إن "قوات الأمن واجهت تحاملاً خلال الاحتجاجات".
كذلك هاجم خامنئي الاحتجاجات ومتظاهرين شاركوا فيها، وقال إن الاحتجاجات "كان مخططاً لها ولم ينظمها إيرانيون عاديون"، ووصف التظاهرات بأنها "شغب"، وأنها "من تخطيط الولايات المتحدة الأمريكية والنظام الصهيوني"، بحسب تعبيره.
اتهم الزعيم الإيراني بعض المتظاهرين بأنهم تسببوا في انعدام الهدوء في الشوارع في إيران بعد وفاة أميني، وقال إن وفاة الفتاة "حادث مرير، ومزق قلبي بشدة".
كان خامنئي قد التزم الصمت على الاحتجاجات الضخمة التي شهدتها إيران، والتي رفع فيها المحتجون شعارات ضد الزعيم الإيراني، كما مزقوا صوره وصور المرشد السابق روح الله الخميني.
بدأت الاحتجاجات المناهضة للحكومة خلال جنازة أميني البالغة من العمر 22 عاماً، في 17 سبتمبر/أيلول 2022 ببلدة سقز في كردستان الإيرانية، وتحولت الاحتجاجات إلى أكبر استعراض لمعارضة السلطات الإيرانية منذ سنوات، إذ دعا كثيرون إلى إنهاء حكم رجال الدين المستمر منذ أكثر من أربعة عقود.
لا تزال الاحتجاجات تتواصل بمناطق مختلفة في إيران، واشتبكت قوات الأمن الإيرانية، الأحد 2 أكتوبر/تشرين الأول 2022، مع طلاب في جامعة شريف الكبيرة في العاصمة طهران.
حساب (تصوير1500) الناشط على تويتر، والذي له أكثر من 160 ألف متابع، نشر عدة مقاطع مصورة تظهر جامعة شريف، المعروف أنها بؤرة للمعارضة، محاطة بالعشرات من أفراد شرطة مكافحة الشغب.
كذلك أظهرت مقاطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي مظاهرات للطلبة في العديد من الجامعات الأحد 2 أكتوبر/تشرين الأول 2022، فضلاً عن خروج مظاهرات في عدة مدن مثل: طهران ويزد وكرمانشاه وسنندج وشيراز ومشهد، وهتف المشاركون فيها "الاستقلال.. الحرية.. الموت لخامنئي".
لم تهدأ الاحتجاجات على الرغم من العدد المتزايد للقتلى والقمع من جانب قوات الأمن التي تستخدم الغاز المسيل للدموع والهراوات، وفي بعض الحالات الذخيرة الحية، وفقاً لمقاطع مصورة على مواقع التواصل الاجتماعي وجماعات حقوقية.
منظمة "إيران لحقوق الإنسان"، ومقرها النرويج، قالت في بيان: "حتى الآن قُتل 133 شخصاً في أنحاء إيران"، من بينهم أكثر من 40 قالت إنهم قتلوا في اشتباكات الأسبوع الماضي في زاهدان، عاصمة إقليم سستان وبلوخستان.
لكن السلطات الإيرانية لم تعلن عدد القتلى، فيما قالت إن العديد من أفراد قوات الأمن قُتلوا على أيدي "مثيري شغب وبلطجية مدعومين من أعداء أجانب"، وذكر التلفزيون الرسمي الأسبوع الماضي أن 41 قتلوا بينهم أفراد من قوات الأمن.
أثارت وفاة أميني وحملة القمع انتقادات دولية للسلطة الحاكمة في إيران، التي دأبت على اتهام أمريكا وبعض الدول الأوروبية باستغلال الاضطرابات لمحاولة زعزعة استقرار الجمهورية الإسلامية.
يُشار إلى أن هذه التظاهرات التي تشهدها إيران هي الأكبر منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2019، حين اندلعت احتجاجات رفضاً لارتفاع أسعار البنزين، تم قمعها بشدة.