كشفت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، الإثنين 3 أكتوبر/تشرين الأول 2022، أن كبير مفاوضي البلاد في مفاوضات ترسيم الحدود البحرية مع لبنان، أودي أديري، استقال من منصبه الأسبوع الماضي.
وأضافت أن "استقالة أديري، وهو المدير العام السابق لوزارة الطاقة الإسرائيلية، تمت قبل تقديم الوسيط الأمريكي آموس هوكستين، نهاية الأسبوع الماضي، عرضه بشأن اتفاق ترسيم الحدود الذي قال مسؤولون إن إسرائيل تقبله".
في الوقت نفسه، أشارت الصحيفة إلى أن أديري قدم استقالته "بسبب إحباطه من تعامل مكتب رئيس الوزراء مع المحادثات"، مضيفة أنه شعر "بالإحباط من الطريقة التي أجرى بها مستشار الأمن القومي الإسرائيلي إيال حولاتا، المحادثات بعد نقل المسؤولية عنها إلى مكتب رئيس الوزراء".
كان مستشار الأمن القومي الإسرائيلي حولاتا أجرى في الأسبوعين الماضيين، العديد من الاجتماعات مع السفير الأمريكي قبل تلقي العرض النهائي من واشنطن.
"وجد وظيفة في القطاع الخاص"
لكن الصحيفة ذاتها ذكرت أن "السبب الرسمي المعلن، بعد الطلب وليس في بيان رسمي، هو أن أديري وجد وظيفة في القطاع الخاص"، دون مزيد من التفاصيل.
وكان الوسيط الأمريكي آموس هوكستين قدم اقتراحاً "حلاً وسطاً" لإسرائيل ولبنان بعد العديد من الزيارات والاتصالات مع البلدين خلال الأشهر الماضية، في حين تحدث رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد، عن قبول تل أبيب وبيروت مقترح واشنطن حول اتفاقية ترسيم الحدود البحرية.
لكن لا بيد استدرك ذلك بالقول: "لا يمكن الترحيب بنتيجة نهائية بعد، ونحن نجري مباحثات حول التفاصيل الأخيرة، لكن مثلما طالبنا منذ أول يوم، هذا المقترح يحافظ على كامل المصالح الأمنية والسياسية الإسرائيلية وعلى مصالحنا الاقتصادية أيضاً".
في السياق، أعلن الرئيس اللبناني ميشال عون، الإثنين، أن بيروت ستحدد موقفها من العرض الأمريكي، لكنه شدد على أنه "لن تكون أي شراكة مع الجانب الإسرائيلي" في حقول الغاز.
لبنان تستعد للرد على العرض الأمريكي
من المتوقع أن يحدد عون اليوم الإثنين موقف لبنان من "العرض الخطي الذي قدمه الوسيط الأمريكي بالتشاور مع رئيسي الحكومة ومجلس النواب على ضوء ملاحظات اللجنة الفنية المشكّلة لهذه الغاية" وفق بيان الرئاسة اللبنانية.
وأشار إلى أنه "حرص طوال الأشهر الماضية على ضمان حقوق لبنان في مياهه وتوفير الظروف الملائمة لبدء عمليات التنقيب في الحقول النفطية والغازية المحددة في المنطقة الاقتصادية الخالصة التي يفترض أن تبدأ بها شركة توتال الفرنسية".
لكن نائب رئيس مجلس النواب اللبناني، إلياس بو صعب، قال في تصريحات صحفية، الإثنين، إن بيروت سترسل "تعليقات موحدة على عرض الوسيط الأمريكي غداً (الثلاثاء 4 أكتوبر/تشرين الأول) على أبعد تقدير".
بو صعب قال في تصريحاته: "لا نعترف بالعدو الإسرائيلي، وبالتالي لن ندخل بمعاهدات مع العدو. لا نستطيع أن نوقع لا اتفاقاً ولا معاهدة مع العدو الإسرائيلي، ولكن هناك آليات"، لافتاً إلى أن المناطق المتنازع عليها تبقى على وضعها "لحين البت فيها".
"الأمور تسير على الطريق الصحيح"
تأتي هذه التصريحات بعد انتهاء الاجتماع الثلاثي بين رؤساء الجمهورية ميشال عون، والنواب نبيه بري، والحكومة نجيب ميقاتي، في قصر الرئاسة شرقي بيروت لبحث العرض الأمريكي المذكور.
وقال ميقاتي في تصريحات للصحفيين، إن "الأمور تسير على الطريق الصحيح في ملف ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل"، مشيراً إلى أنه "كانت لدينا بعض الملاحظات بشأن الاتفاق واللجنة التقنية أخذت بها".
كما لفت إلى أنه "سيكون لدينا رد سيُرسل إلى الوسيط الأمريكي". وشدد ميقاتي على أن "الأعمدة الأساسية التي نريدها في الاتفاق موجودة". مضيفاً: "الأمور تسير على الطريق الصحيح، وموقف لبنان موحد".
ويتنازع لبنان وإسرائيل على منطقة بحرية غنية بالنفط والغاز في البحر المتوسط تبلغ مساحتها 860 كيلومتراً مربعاً، وتتوسط الولايات المتحدة في مفاوضات غير مباشرة بينهما لتسوية النزاع وترسيم الحدود.
وفي أكتوبر/تشرين الأول 2020، انطلقت مفاوضات غير مباشرة بين بيروت وتل أبيب برعاية الأمم المتحدة بهدف ترسيم الحدود، وعُقدت 5 جولات كان آخرها في مايو/أيار 2021، ثم توقفت نتيجة خلافات جوهرية.