قالت وسائل إعلام إيرانية، مساء الجمعة 30 سبتمبر/أيلول 2022، إن 19 شخصاً من بينهم قائد استخبارات الحرس الثوري في ولاية بلوشستان، قد لقوا مصرعهم خلال هجوم نفذه مسلحون على مركز للشرطة.
حيث أكدت وكالة "تسنيم" الإيرانية مقتل قائد استخبارات الحرس الثوري الإيراني في محافظة بلوشستان، علي موسوي.
فيما أعلن محافظ سيستان، حسین مدرس خیاباني، عن مقتل 19 شخصاً وإصابة 20 آخرين في الهجوم الذي حدث بمدينة زاهدان.
وأوضح قائد الشرطة في سيستان، أحمد طاهري: "تزامناً مع خروج المصلين من صلاة الجمعة، أطلقت مجموعة من المسلحين المجهولين النار على مركز الشرطة القريب من المكان، ولكن سرعان ما تصدت لهم قوات الشرطة وسيطرت على الوضع".
كما قال قائد الشرطة إن آخرين أشعلوا النار في سيارة إطفاء ومحطة طوارئ، وأحرقوا بعض الإطارات وحاويات القمامة.
اعتقال أوروبيين
في وقت سابق، قالت وزارة المخابرات الإيرانية إن السلطات اعتقلت تسعة أوروبيين؛ لاتهامهم بالضلوع في اضطرابات واحتجاجات نشبت في البلاد إثر وفاة شابة وهي محتجزة لدى الشرطة.
وتلقي إيران بمسؤولية تأجيج الاحتجاجات التي انتشرت في أنحاء البلاد، على "أعداء أجانب".
من المرجح أن يتسبب اعتقال أوروبيين، من ألمانيا وبولندا وإيطاليا وفرنسا وهولندا والسويد ودول أخرى، في تصعيد التوتر بين إيران والغرب بعد وفاة الشابة مهسا أميني.
ذكرت وزارة المخابرات في بيان نشرته وسائل إعلام إيرانية، أن التسعة، الذين لم تعلن هوياتهم، اعتقلوا "خلال أعمال الشغب أو خلال التآمر في الخفاء".
واحتجزت شرطة الأخلاق، التي تطبق القيود التي تفرضها إيران على ملابس النساء، أميني (22 عاماً)، وهي من مدينة سقز الكردية شمال غربي البلاد، في طهران هذا الشهر، بسبب "ملابسها غير اللائقة".
وتوفيت بعد ثلاثة أيام بالمستشفى إثر دخولها في غيبوبة. وأثارت وفاتها أول ظهور كبير للمعارضة في شوارع إيران منذ أن سحقت السلطات احتجاجات ضد ارتفاع أسعار البنزين في عام 2019. وسرعان ما تحولت المظاهرات إلى انتفاضة شعبية ضد المؤسسة الدينية.
احتجاجات مستمرة
وعلى الرغم من أن محللين لا يتوقعون أن تطيح تلك الاحتجاجات برجال الدين الحاكمين في إيران، فإنهم قالوا إن صعوبات جمة تواجههم للخروج باستراتيجية لنزع فتيل الاحتجاجات.
وتقول جماعات معنية بالدفاع عن حقوق الإنسان، إن العشرات من النشطاء والطلبة والفنانين اعتُقلوا، وقالت لجنة حماية الصحفيين، على تويتر، إنها علمت أن قوات الأمن اعتقلت 28 صحفياً على الأقل حتى 29 سبتمبر/أيلول.
دعا أحد رجال الدين النافذين بإيران، في وقت سابق من اليوم الجمعة، إلى التعامل بحزم مع المحتجين.
وقال محمد جواد حاج علي أكبري، الذي أمَّ صلاة الجمعة في طهران: "أمننا هو سمتنا المميزة. الشعب الإيراني يطالب بتوقيع أقصى عقوبة على مثيري الشغب الهمجيين هؤلاء".
أضاف: "الشعب يريد توضيح ملابسات وفاة مهسا أميني… حتى لا يستغل الأعداء هذا الحادث".
وقالت منظمة العفو الدولية، الجمعة، إنّ قمع الحكومة للمظاهرات تسبب حتى الآن في مقتل ما لا يقل عن 52 شخصاً، إلى جانب إصابة المئات.
ووفقاً لتقارير على وسائل التواصل الاجتماعي، يشعر المحتجون بالغضب من وفاة أميني وقضية فتاة مراهقة من المنطقة تقول أسرتها، بدعم من رجل دين محلي، إن ضابط شرطة كبيراً اغتصبها.
وتقول جماعات غربية معنية بالدفاع عن حقوق الإنسان، إن إيران، التي تهيمن عليها الأغلبية الشيعية الفارسية، تمارس التمييز ضد الأقليات العرقية والدينية، فيما تنفي طهران ذلك.