نسَب مسؤول محلي في موزمبيق الفضل إلى الأسود والثعابين، في قتل مسلحين بشمالي موزمبيق، حيث تُقاتل القوات الموالية للحكومة ضد هجوم يشنه مسلحون مرتبطون بتنظيم الدولة "داعش"، بحسب ما نشرته صحيفة The Times البريطانية.
إذ قال قائد الشرطة المحلية، برناردينو رافائيل، إنَّ الهجمات التي شنتها الحيوانات البرية تضاف إلى حصيلة القتلى بين المسلحين من حملة عسكرية، بعد أن اجتاح المقاتلون القرى في مقاطعة كابو ديلغادو؛ ما أسفر عن مقتل أشخاص وحرق منازل.
وأضاف رافائيل لسكان منطقة كويسانجا، حيث دُفِن 16 مقاتلاً: "مات بعضهم بعد أن أُصِيب برصاص قواتنا، وآخرون بسبب هجمات من حيوانات مثل الثعابين والجواميس والأسود وحتى التماسيح".
وعانت موزمبيق من أعمال عنف متفاقمة في كابو ديلغادو، الغنية بالغاز، منذ عام 2017. ويدور الصراع بالقرب من مشروعات غاز طبيعي مسال بمليارات الدولارات، طوَّرتها شركات غربية لاستغلال ثالث أكبر احتياطيات الغاز في إفريقيا.
فيما أعلن الاتحاد الأوروبي مؤخراً أنه سيقدم دعماً إضافياً لمهمة عسكرية إفريقية في المستعمرة البرتغالية السابقة؛ ما قد يساعد في تقليل اعتماد الكتلة على الطاقة الروسية.
وبدأ هجوم المسلحين الأخير، في يونيو/حزيران؛ ما أدى إلى تحطيم فترة من الهدوء النسبي، ودحض ادعاءات الحكومة في مابوتو، بأنَّ المسلحين يتقهقرون أمام قواتها التي حصلت على تعزيزات من قوات رواندية ومن جيران موزمبيق في جنوب إفريقيا.
وكثّف المسلحون هجماتهم إلى الجنوب، وبقدر أكبر من الوحشية من أي وقت مضى في مناطق لم يمسها الصراع في السابق.
وكانت راهبة إيطالية تبلغ من العمر 83 عاماً، تعمل في موزمبيق منذ عام 1963، من بين الضحايا الجدد الذين أُصيبوا برصاصة في الرأس، ونتيجة أحدث موجة عنف ارتفع عدد القتلى في كابو ديلغادو إلى 4000 شخص، مع نزوح 950 ألفاً آخرين.
ومقاطعة كابو ديلغادو، الواقعة على الحدود مع تنزانيا، هي الجزء الوحيد من موزمبيق ذات الأغلبية المسلمة، وهي واحدة من أكثر المناطق المُهمَلة في واحدة من أفقر دول العالم.
وجذبت حقول الغاز بعض أكبر الاستثمارات في إفريقيا، بما في ذلك مشروع بقيمة 20 مليار دولار من شركة TotalEnergies الفرنسية العملاقة. غير أنَّ غارة فظيعة على مدينة بالما الساحلية، في مارس/آذار من العام الماضي، دفعت شركة النفط والغاز إلى تعليق العمل في المشروع.