أعلنت شركة Neom Tech & Digital، وهي شركة تابعة لشركة "نيوم" السعودية العملاقة، عن تغيير هوية علامتها التجارية ليصبح اسمها Tonomus، وعزمها عن زيادة استثماراتها في مجال الذكاء الاصطناعي وتقنيات الميتافيرس، وفق ما ذكره موقع Middle East Eye البريطاني الأربعاء 28 سبتمبر/أيلول 2022.
استثمرت الشركة مليار دولار في عام 2020 في مشروعات الذكاء الاصطناعي التي تعتمد على تقنيات الميتافيرس، وتأمل الشركة في أن يعزز ذلك خطواتها الرامية إلى أن تكون مدينة "نيوم" أول "مجتمعاً قائماً على العوالم الافتراضية والعلوم الإدراكية" (cognitive community) في العالم.
يتضمن مشروع نيوم إنشاء مدينة على هيئة خط مستقيم يمتد بطول 170 كيلومتراً، تُعرف باسم "ذا لاين" The Line، وترتفع بنحو 500 عن مستوى سطح البحر، وتضم منتجع تزلج وقرية عمودية، ومشروعات أخرى ضخمة وصعبة التنفيذ من الناحية المعمارية.
قال جوزيف برادلي، الرئيس التنفيذي لشركة Tonomus، إن الشركة تعمل على دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي في مدينة "ذا لاين"، ويشمل ذلك الروبوتات وصور الهولوغراف ثلاثية الأبعاد وواجهات عاكسة تعتمد بالكامل على الطاقة المتجددة.
كما أضاف برادلي لوكالة رويترز: "أنا أرى أن نيوم أصبحت حقاً محرك الابتكار لدى دول مجلس التعاون الخليجي. وعالم الميتافيرس سيتيح للناس من جميع أنحاء العالم زيارة نيوم تقريباً قبل الاستثمار في المدينة. ونحن نستخدم تقنية (التوأم الرقمي) Digital Twin بالفعل في بناء مدينة (ذا لاين)، وهي كلها أمور ستسهم في تحسين نمط حياة السكان بمجرد اكتمال بناء المدينة".
أوضح برادلي: "تصوَّر أن لديك شقة في نيوم.. وتقرر يوماً أن تفتح الأبواب، وتقيم حفلة لأصدقائك… يمكنك أن تدعو الناس للحضور افتراضياً، ليكونوا معك في الحفلة بتقنيات الهولوغراف ثلاثية الأبعاد".
يأتي مشروع مدينة نيوم في صدارة خطط ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، لتنويع اقتصاد المملكة بعيداً عن تصدير البترول، وتعزيز القطاعات غير النفطية، مثل السياحة.
لكن المشروع ناله بعض الجدل والمعارضة الداخلية، فالسلطات السعودية تسعى إلى إخلاء 170 كيلومتراً من محافظة تبوك من سكانها، وقد اعتقلت المملكة 50 من رجال القبائل الذين رفضوا الإجلاء القسري من أراضيهم التي يقام عليها المشروع، وحُكم على اثنين منهم بأحكام طويلة الأمد.
من جهة أخرى، ليست السعودية أول دولة خليجية تتطلع إلى عالم الميتافيرس لتعزيز جاذبيتها بين المستثمرين ورواد الإقامة فيها، فقد أعلنت إمارة دبي الإماراتية في شهر يوليو/تموز عن خطة لتعزيز الاعتماد على تقنيات الميتافيرس، تسعى بها إلى توفير 40 ألف وظيفة جديدة و4 مليارات دولار لاقتصاد المدينة في غضون 5 سنوات.
على الرغم من المنافسة في المنطقة، قال برادلي إنه متفائل بشأن مستقبل نيوم، "ولا أرى أن علينا اللحاق بأي أحد". ويشير بعض المنتقدين للمشروع أيضاً إلى أن الشركات الاستشارية تلقت وما زالت تتلقى الكثير من الأموال رغم أنه لم يُنفذ سوى أقل القليل من أعمال البناء المخطط لها حتى الآن.