دُفِن رئيس الوزراء الياباني السابق، شينزو آبي، الذي اغتِيل بمسدس محلي الصنع أثناء حملته الانتخابية يوم 27 سبتمبر/أيلول 2022، في جنازة رسمية حضرتها شخصيات دولية رفيعة وتحيط بها طقوس كبيرة ومعزون حزينون.
موقع Quartz الأمريكي قال إن جنازة آبي كلفت الحكومة الياباني 12 مليون دولار، وفقاً لما كشف عنه مسؤول بالحكومة، وهو رقم أكبر مما كلفته جنازة الملكة البريطانية إليزابيث، رغم أن الحكومة البريطانية لم تكشف عن الرقم، لكن من المتوقع أن جنازة الملكة كلفت نحو 8.5 مليون دولار.
وشكّل الأمن حوالي نصف التكاليف، مع تخصيص ثُلث آخر لاستضافة ما يُقدَّر بنحو 700 شخصية أجنبية، وفقاً لتقرير لهيئة BBC.
تثير فاتورة جنازة آبي الاستياء في اليابان فقد وجد استطلاع أجرته وكالة أنباء كيودو اليابانية أنَّ 70% من المشاركين يعتقدون أنَّ الحكومة كانت تبالغ في الإنفاق، وتصدّت الشرطة لآلاف المتظاهرين الغاضبين خارج الجنازة.
ولا تمثل التكاليف سوى جزء من سبب عدم سعادة الجميع في اليابان بتحمل النفقات العامة لجنازة آبي.
فقد كان آبي شخصية سياسية مثيرة للانقسام في اليابان. وأصبحت وفاته وجنازته الفخمة استفتاءً على إدارته. واستغل منتقدوه الفرصة لإثارة الفضائح والقرارات المثيرة للجدل خلال فترة ولايته، من منح امتيازات سياسية غير لائقة إلى سوء التعامل مع الأيام الأولى للوباء.
كما سلّطت ظروف اغتياله الضوء على علاقته بكنيسة التوحيد. وهي مجموعة دينية هامشية، دعمها آبي، ولم يكن عضواً فيها، وتواجه اتهامات بالتورط المشبوه مع السياسيين، فضلاً عن انتزاع مبالغ نقدية كبيرة من أتباعها، بما في ذلك والدة تيتسويا ياماغامي، الرجل الذي قتل رئيس الوزراء السابق.
وفي علامة أخرى على رد الفعل العنيف ضد آبي، يحتفل البعض بياماغامي باعتباره "بطلاً مخالفاً للعرف"، ولقيت قضيته صدى بين الشباب الياباني الساخط. وبينما يجلس ياماغامي في السجن، يتلقى عمه هدايا من مؤيدين متحمسين نيابة عنه.