كشف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أن انهيار الاتحاد السوفييتي أثر عليه بشكل شخصي لدرجة أنه اضطر إلى العمل سائق سيارة أجرة، وأضاف أن ما حدث عام 1991 "يقف وراء النزاعات التي تشهدها دول كانت ضمن جمهورياته، من بينها أوكرانيا".
بوتين قال خلال اجتماع متلفز مع قادة أجهزة استخبارات دول سوفييتية سابقة، الخميس 29 سبتمبر/أيلول 2022: "يكفي النظر إلى ما يحصل حالياً بين روسيا وأوكرانيا وما يحصل عند حدود دول أخرى ضمن رابطة الدول المستقلة. كل ذلك بالطبع هو نتيجة انهيار الاتحاد السوفييتي".
كما أضاف الرئيس الروسي: "لقد تحولنا إلى دولة مختلفة تماماً. وما تم بناؤه على مدى 1000 عام ضاع إلى حد كبير"، مشيراً إلى أن 25 مليون روسي في البلدان المستقلة حديثاً وجدوا أنفسهم فجأة معزولين عن روسيا، وهو جزء مما سماه "مأساة إنسانية كبرى".
كما وصف بوتين لأول مرة كيف تأثر شخصياً بالأوقات الاقتصادية الصعبة التي أعقبت الانهيار السوفييتي، عندما عانت روسيا من تضخم اقتصادي كبير، وقال: "في بعض الأحيان (كنت) أضطر إلى العمل بوظيفتين وقيادة سيارة أجرة. من غير السار الحديث عن هذا، ولكن للأسف، هذا الأمر وقع".
هذه ليست المرة الأولى التي يكشف فيها بوتين عن عمله سائق تاكسي، حيث قال عام 2021، إنه كان عليه في التسعينيات أن يلجأ أحياناً إلى كسب أموال إضافية كسائق خاص.
كما أوضح قائلاً: "في بعض الأحيان كان عليّ كسب أموال إضافية كسائق سيارة أجرة خاصة". وأضاف قائلاً: "إنه أمر بالطبع غير سار للحديث عنه، لكن للأسف كان الأمر كذلك في حياتي".
جاء ذلك على لسانه في حديث أدلى به لفيلم "التاريخ الحديث"، عرضت مقتطفاً منه أمس قناة "روسيا-24" التلفزيونية الروسية.
حيث استذكر المحلل السياسي الأزمة الاقتصادية العميقة التي عانت منها روسيا في التسعينيات، حيث اضطر الأخصائيون الكثيرون ذوو الكفاءة إلى تغيير مهنهم لكسب قوت عيشهم.
يذكر أن فلاديمير بوتين تحدث عام 2018، في حديث أدلى به لفيلم "بوتين"، عن مجرد استعداده للعمل كسائق تاكسي خاص في التسعينيات، وفق ما نقله موقع "روسيا اليوم" الرسمي.
حسب بوتين فإن مثل هذه الأفكار خطرت له بعد أن خسر رئيس البلدية أناتولي سوبتشاك، الانتخابات في بطرسبورغ وكان بوتين آنذاك رئيساً لمقر حملته الانتخابية. وقال آنذاك: "فكرت في عمل ما، ربما أعمل في سيارة أجرة؟ أنا لا أمزح، إلى أين أذهب، عندي طفلتان صغيرتان".
كما قال أيضاً في مقتطف آخر للفيلم، إن العملاء من وكالة المخابرات المركزية الأمريكية عملوا في منتصف التسعينيات بالحكومة الروسية. وحسب الرئيس الروسي فقد تمت لاحقاً مقاضاتهم بالولايات المتحدة؛ لمشاركتهم في الخصخصة في روسيا.