أثار فوز مرشحة اليمين المتطرف في إيطاليا جورجيا ميلوني جدلاً واسعاً داخل البلد الأوروبي وخارجه بسبب سياستها الخارجية، خاصة بعد تداول ناشطين وصحفيين فيديو لتصريحات قديمة لها، أعلنت فيها عن دعمها لنظام الأسد وروسيا وإيران.
وفي تصريحاتها القديمة التي وثَّقتها كاميرات الصحافة، قالت ميلوني التي حل حزبها "فراتيلي ديتاليا" أولاً في الانتخابات التشريعية في إيطاليا: "إنه لولا بشار الأسد وبوتين وإيران وحزب الله اللبناني لما تمكن المسيحيون من الاحتفال بعيد الميلاد كل عام".
جدل حول موقف ميلوني من النظام السوري
تصريحات المسؤولة الإيطالية قديمة وتعود لعام 2018 إلا أنها أثارت جدلاً واسعاً بعد فوزها بالانتخابات التشريعية؛ إذ أعرب رواد مواقع التواصل الاجتماعي عن تخوفهم من سياستها الخارجية التي بدت غير مألوفة في القارة الأوروبية التي لطالما كانت تعادي حلف إيران وروسيا.
المغرد جيورجيو علَّق على تصريحات ميلوني قائلاً: "سيكون من المهم معرفة ما يعنيه انتصار ميلوني لسياسة إيطاليا الخارجية تجاه النظام السوري، إنها من بين الأوروبيين اليمينيين المتطرفين؛ مثل لوبان وغيرهم، الذين يعتقدون أساساً أن الأسد لم يرتكب أي خطأ ويستحق الثناء على محاربته لما يطلقون عليه "الإرهاب الإسلامي والدفاع عن المسيحية".
أما مغرد آخر فعلق قائلاً: "مبروك لصديقة الأسد الإيطالية، شخص مؤيد جداً للفاشية الوحشية والاستبداد في سوريا، جورجيا ميلوني أكثر رئيس وزراء تطرفاً في إيطاليا".
فيما كتب ديفيد في تغريدة:" فيديو من الأرشيف، حيث كانت رئيسة الوزراء المنتخبة حديثاً بإيطاليا تُثني علانية على بشار الأسد وبوتين وحزب الله على أفعالهم في سوريا، لدينا مشكلة كبيرة هنا!".
سياسة ميلوني تقلق المهاجرين
ويشار إلى أن ملف النظام السوري ليس الوحيد الذي أثار جدلاً بعد فوز اليمينية المتطرفة ميلوني بانتخابات إيطاليا، ففي وقت سابق كشفت المسؤولة الإيطالية عن سياستها الجديدة تجاه المهاجرين القادمين من شمال إفريقيا، مؤكدة أن ستواجه قوارب الهجرة غير الشرعية بحصار عسكرية على البحر المتوسط.
كما تعتزم ميلوني إنشاء ما سمّته بـ"مهمة عسكرية أوروبية" لمواجهة موجات الهجرة غير الشرعية إلى إيطاليا، وذلك بالتنسيق مع السلطات الليبية.
ويشار إلى أن جورجيا ميلوني ستصبح أول سيدة تحكم إيطاليا بعد أن فاز تحالف اليمين المتطرف الذي تقوده في الانتخابات، في أحدث مؤشر على أن اليمين بات يحكم أوروبا، فماذا يعني ذلك؟ ومن الدول المرشحة تالياً للسقوط؟
إذ أظهرت النتائج المؤقتة للانتخابات البرلمانية أنه من المتوقع حصول التكتل اليميني على أغلبية قوية في مجلسي البرلمان؛ إذ بعد فرز أكثر من نصف الأصوات حصل حزب إخوة إيطاليا، اليميني المتطرف، بزعامة ميلوني، على 26% تقريباً، رغم أن الحزب نفسه كان قد حصل على 4% فقط في الانتخابات العامة السابقة في 2018.
وهو ما يعني أن ميلوني تستعد على ما يبدو لتصبح أول امرأة تتولى رئاسة الوزراء في إيطاليا، على رأس أكثر الحكومات يمينية منذ الحرب العالمية الثانية، أي منذ الزعيم الفاشي بينيتو موسوليني.