قالت وكالة تسنيم الإيرانية، الثلاثاء 27 سبتمبر/أيلول 2022، إن فايزة هاشمي ابنة الرئيس السابق أكبر هاشمي رفسنجاني، قد اعتقلت أثناء مشاركتها في الاحتجاجات المستمرة في إيران منذ وفاة الفتاة التي اعتقلتها شرطة الأخلاق قبل أسبوع.
بحسب الوكالة، فقد اتهمت السلطات الإيرانية فائزة هاشمي، بتهمة "تحريض المتظاهرين"، كما قالت إن فائزة "لديها سجل سابق في الاعتقالات بسبب تواجدها المباشر في بعض الاحتجاجات" في الماضي.
تعرف رفسنجاني بانتقادها للنظام، وفي يوليو/تموز 2022، وجهت محكمة اتهامات بحقها بالدعاية ضد النظام والتجديف على مواقع التواصل الاجتماعي.
احتجاجات مستمرة
وقالت وسائل إعلام رسمية ومستخدمون على مواقع التواصل الاجتماعي إن شرطة مكافحة الشغب الإيرانية وقوات الأمن اشتبكت مع محتجين في عشرات المدن، مع استمرار الاحتجاجات على وفاة الشابة الكردية مهسا أميني أثناء احتجاز الشرطة لها.
كانت شرطة الأخلاق، التي تنفذ قيود الجمهورية الإسلامية الصارمة على ملبس النساء، قد احتجزت أميني (22 عاماً) والمولودة في سقز الكردية بسبب "ملابسها غير المناسبة" في 13 سبتمبر/أيلول في طهران.
وتوفيت أميني بعد ذلك بثلاثة أيام في مستشفى بعد دخولها في غيبوبة، مما أثار أول ظهور كبير للمعارضة في شوارع إيران منذ أن سحقت السلطات احتجاجات ضد ارتفاع أسعار البنزين في 2019.
على الرغم من ارتفاع حصيلة القتلى وشن السلطات حملة قمع شرسة ضد الاحتجاجات، أظهرت مقاطع فيديو على تويتر خروج متظاهرين يطالبون بإسقاط المؤسسة الدينية أثناء اشتباكهم مع قوات الأمن في طهران وتبريز وكرج ويزد والعديد من المدن الإيرانية الأخرى.
ووصف الإعلام الرسمي المحتجين بأنهم "منافقون ومثيرون للشغب ومخربون ومحرضون على الفتنة"، وقال التلفزيون الرسمي إن الشرطة اشتبكت مع "مثيري الشغب" في بعض المدن وأطلقت الغاز المسيل للدموع لتفريقهم.
وأظهرت مقاطع فيديو نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي من داخل إيران محتجين يهتفون "امرأة.. حياة.. حرية"، بينما لوحت بعض النساء بحجابهن وأحرقنه وأقدمن على قص شعرهن.
أظهرت مقاطع فيديو على تويتر محتجين يهتفون "الموت للديكتاتور"، في إشارة إلى الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي. وأظهرت مقاطع أخرى إطلاق قوات مكافحة الشغب النار على متظاهرين في مدينتي سنندج وسردشت الكرديتين.
وسُمعت هتافات للمحتجين في أحد مقاطع الفيديو من طهران "سأقتل من قتلوا أختي". وجاء في تغريدة على حساب "1500 تصوير" على تويتر أن "الشوارع صارت ساحات قتال".
أظهرت مقاطع مصورة أخرى على مواقع التواصل الاجتماعي استمرار الاحتجاجات في عشرات المدن بعد غروب شمس اليوم الثلاثاء. وقال حساب "1500 تصوير" على تويتر: "هناك إطلاق نار مستمر يمكن سماعه في جابهار وسيستان وبلوخستان".
وفرضت السلطات قيوداً على الاتصال بالإنترنت في عدة أقاليم، وفقاً لمرصد نتبلوكس لمراقبة انقطاعات الإنترنت على تويتر ومصادر في إيران، حتى تجعل من الصعب على المتظاهرين نشر مقاطع الفيديو على مواقع التواصل الاجتماعي.
دعم دولي متزايد
ودعت متحدثة باسم المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان، الثلاثاء، رجال الدين الذين يحكمون في إيران إلى "الاحترام الكامل للحق في حرية الرأي والتعبير والتجمع السلمي وتكوين الجمعيات".
قالت رافينا شمدساني في بيان إن التقارير تشير إلى "اعتقال المئات، منهم مدافعون عن حقوق الإنسان ومحامون ونشطاء مجتمع مدني وما لا يقل عن 18 صحفياً".
وجاء في البيان أن "الآلاف انضموا إلى المظاهرات المناهضة للحكومة في أنحاء البلاد على مدار الأحد عشر يوماً الماضية. وردت قوات الأمن في بعض الأحيان بالذخيرة الحية".
قال مسؤولون إن 41 شخصاً، بينهم أفراد من الشرطة وفصيل مسلح موال للحكومة، قُتلوا خلال الاحتجاجات. لكن جماعات حقوق الإنسان الإيرانية كشفت عن حصيلة أعلى للضحايا.
فيما قالت منظمة هنجاو المدافعة عن حقوق الإنسان في إيران إن "18 قتلوا وأصيب 898 آخرون، في حين اعتقل أكثر من ألف متظاهر كردي في الأيام العشرة الماضية"، مشيرة إلى أن الأرقام قد تكون أعلى.
وذكرت هنجاو اليوم أنه خلال الفترة "من الإثنين إلى الجمعة، أُلقي القبض على أكثر من 70 سيدة في كردستان إيران.. أربعة منهن على الأقل تحت سن 18 عاماً".
أفادت وسائل إعلام رسمية أن القضاء الإيراني أنشأ محاكم خاصة لمحاكمة "مثيري الشغب".
ودعا بعض النشطاء بجانب منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي إلى تنظيم إضراب على مستوى البلاد. وعبر أساتذة جامعيون ومشاهير ولاعبو كرة قدم عن دعمهم للاحتجاجات على وفاة أميني، بحسب تصريحات نشروها على مواقع التواصل الاجتماعي.
ورفض الطلاب في عدة جامعات الانتظام في المحاضرات؛ احتجاجاً على حملة اعتقالات واسعة للطلاب وعنف المواجهات مع قوات الأمن في الجامعات.
وأثارت وفاة أميني إدانات دولية واسعة، بينما اتهمت إيران "مخربين" على صلة "بأعداء خارجيين" بإثارة الاضطرابات. وتتهم طهران الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية باستغلال الاضطرابات لمحاولة زعزعة استقرار الجمهورية الإسلامية.