كرّمت اليابان، الثلاثاء 27 سبتمبر/أيلول 2022، رئيس الوزراء السابق شينزو آبي الذي تم اغتياله في يوليو/تموز 2022، وذلك في أول جنازة رسمية لرئيس وزراء سابق منذ 55 عاماً، في مراسم مثيرة للانقسام كما كان في حياته.
شهدت مراسم التكريم أداء صلوات وإطلاق 19 طلقة لتحيته، وبدأت المراسم في الساعة الثانية بعد الظهر بالتوقيت المحلي (05:00 بتوقيت جرينتش)، حيث حملت أرملته آكي رماد آبي إلى قاعة نيبون بودوكان بوسط طوكيو لتنطلق أنغام الموسيقى من فرقة عسكرية وتدوي طلقات تحية حرس الشرف.
داخل القاعة، وضعت صورة كبيرة لآبي ملفوفة بشريط أسود معلقة فوق باقة من الزهور الخضراء والبيضاء والصفراء، وعلى مقربة جدار من الصور يظهر فيها آبي مع قادة مجموعة السبع ويصافح الأطفال ويزور مناطق منكوبة.
أدى مقتل آبي في تجمع انتخابي في الثامن من يوليو/تموز 2022 إلى ظهور سيل من المعلومات، حول علاقات بين مشرعين في الحزب الديمقراطي الحر الحاكم الذي كان يرأسه وكنيسة التوحيد، وهي منظمة يصفها معارضوها بأنها طائفة، الأمر الذي تسبب في انتقادات لرئيس الوزراء الحالي فوميو كيشيدا.
مع تراجع معدلات دعمه إلى أدنى مستوياتها على الإطلاق بسبب الجدل، اعتذر كيشيدا وتعهد بقطع العلاقات الحزبية مع الكنيسة.
لكن معارضة تكريم آبي بجنازة رسمية، وهي أول حدث من نوعه منذ عام 1967، استمرت نظراً لتحمل الدولة تكلفة بلغت 11.5 مليون دولار لتنظيم الجنازة، في وقت يعاني خلاله المواطنون العاديون بسبب أزمات الاقتصاد.
لوّح محتجون في منطقة بوسط طوكيو بلافتات ورددوا: "لا جنازة رسمية" على أنغام الجيتار.
لكن الآلاف من المعزين تدفقوا على مكان الجنازة منذ الصباح الباكر، ما أجبر المنظمين على فتح القاعة قبل نصف ساعة.
كذلك أظهر التلفزيون أنه في غضون ساعات، وضع حوالي 10 آلاف شخص الزهور وانحنوا في صلاة صامتة أمام صورة آبي، في حين انتظر المزيد في صفوف طويلة.
كانت السلطات اليابانية، وكذلك رئيس الوزراء فوميو كيشيدا، قد أقروا بوجود قصور أمني ساهم في مقتل آبي، برصاص رجل كان يحمل سلاحاً محلي الصنع أطلق عليه النار من مسافة قريبة أثناء حملة انتخابية في مدينة نارا غرب البلاد.
سبب مقتل آبي صدمة في اليابان التي نادراً ما تشهد جرائم عنيفة، وتميل الشخصيات المرموقة فيها إلى التنقل بحراسة بسيطة فقط.