قالت الرئاسة اللبنانية إن بيروت تتوقع تلقي "عرض خطي" من الوسيط الأمريكي آموس هوكشتاين لترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل بنهاية الأسبوع الحالي.
وفي تغريدة عبر موقع تويتر الإثنين 26 سبتمبر/أيلول 2022، أوضحت الرئاسة اللبنانية أن نائب رئيس مجلس النواب اللبناني إلياس بو صعب أطلع الرئيس ميشال عون على محتوى لقائه الأسبوع الماضي مع هوكشتاين في نيويورك.
فيما نقلت وكالة رويترز عن مسؤول في السفارة الأمريكية أن هوكشتاين يواصل "مشاركته النشطة في إتمام المناقشات حول الحدود البحرية".
المسؤول أضاف: "نواصل تقليص الفجوات بين الأطراف ونعتقد بأنه من الممكن التوصل إلى تسوية".
ويضطلع هوكشتاين بدور الوساطة بين لبنان وإسرائيل، الخصمين تاريخياً، في مسعى للتوصل إلى تسوية لمسألة ترسيم الحدود البحرية تسمح للجانبين باستكشاف احتياطيات الطاقة البحرية.
ومن شأن التوصل لاتفاق نزع فتيل أحد الأسباب المحتملة للصراع بين إسرائيل وحزب الله اللبناني المدعوم من إيران، والذي حذر من أي عمليات استكشاف أو استخراج للطاقة من جانب إسرائيل في المياه المتنازع عليها.
ويوم الإثنين 19 سبتمبر/أيلول 2022، أعلن الرئيس اللبناني ميشال عون، أن المفاوضات لترسيم الحدود البحرية الجنوبية مع إسرائيل "باتت في مراحلها الأخيرة بما يضمن حقوق بيروت بالتنقيب عن الغاز والنفط".
وتبدي إسرائيل تفاؤلاً حذراً بشأن التوصل إلى اتفاق مع لبنان حول ترسيم الحدود البحرية بين الجانبين.
من جانبها، نقلت هيئة البث الإسرائيلية (رسمية) الثلاثاء، عن مسؤول لم تسمه قوله، إن "هناك تفاؤلاً حذراً في إسرائيل بالنسبة لمفاوضات ترسيم الحدود البحرية مع لبنان".
مفاوضات "صعبة"
وفي 9 سبتمبر/أيلول، قال مصدر رسمي لبناني إنه يمكن التوصل إلى اتفاق لترسيم الحدود البحرية "خلال فترة قريبة جداً" إذا تم التفاهم على بعض النقاط العالقة بشأن الخط 23 وحقل "قانا" كاملاً الذي تطالب به بيروت.
والجزء الشمالي من حقل "قانا" يقع في البقعة الجغرافية البحرية رقم 9، وضمن الخط 23 الذي يعتبره لبنان حدوده البحرية، وفقاً للخرائط المودعة لدى الأمم المتحدة، فيما يوجد الجزء الجنوبي ضمن الخط 29.
أضاف المصدر للأناضول، مفضلاً عدم الكشف عن اسمه، أن الوسيط الأمريكي "استعرض مع المسؤولين اللبنانيين خلال زيارته في 9 من الشهر الحالي الاتصالات التي قام بها مع شركة توتال الفرنسية والجانب الفرنسي بعد اللقاءات التي عقدها في باريس منذ فترة".
وأبدى هوكشتاين، بحسب المصدر، "تفاؤله بإمكانية التوصل إلى اتفاق".
ويتنازع لبنان وإسرائيل على منطقة بحرية غنية بالنفط والغاز في البحر المتوسط تبلغ مساحتها 860 كيلومتراً مربعاً، وتتوسّط الولايات المتحدة في مفاوضات غير مباشرة بينهما لتسوية النزاع وترسيم الحدود.
وفي أكتوبر/تشرين الأول 2020، انطلقت مفاوضات غير مباشرة بين بيروت وتل أبيب برعاية الأمم المتحدة بهدف ترسيم الحدود، وعُقدت 5 جولات كان آخرها في مايو/أيار 2021، ثم توقفت نتيجة خلافات جوهرية.