دعت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، الأحد 25 سبتمبر/أيلول 2022، إلى الاحتشاد في المسجد الأقصى بمدينة القدس الشرقية المحتلة لمواجهة "أخطر وأوسع عدوان منذ احتلاله"، تزامناً مع اقتحام مستوطنين إسرائيليين ساحات المسجد الأقصى، في حراسة مشددة من الشرطة بالتزامن مع بدء أعيادهم.
وقال المتحدث باسم الحركة عبد اللطيف القانوع، في بيان، إن "المقاومة الفلسطينية لن تتخلى عن مسؤولياتها إزاء ما يحدث في المسجد الأقصى". وحمّل إسرائيل "المسؤولية الكاملة عن كل ما يحدث في الأقصى".
القانوع أوضح أن "الأقصى يتعرّض لأخطر وأوسع عدوان منذ احتلاله، واقتحامات المستوطنين تشكّل مرحلة جديدة من تهويد المسجد". داعياً الفلسطينيين إلى "شدّ الرحال إلى المسجد الأقصى والتواجد فيه لحمايته من الاقتحامات".
النفير العام
ويطالب الفلسطينيون بالقدس الشرقية عاصمةً لدولتهم المأمولة، استناداً إلى قرارات الشرعية الدولية التي لا تعترف باحتلال إسرائيل للمدينة عام 1967 ولا بضمها إليها في 1981.
وبدأت الأعياد اليهودية برأس السنة (روش هاشناه) الأحد 25 سبتمبر/أيلول وتنتهي في 16 أكتوبر/تشرين الأول المقبل بعيد العرش (المظال).
فيما حذر المتحدث باسم "حماس" فوزي برهوم، في كلمة مصوّرة، من أن "ما يقوم به الاحتلال في الأقصى سيدفع باتجاه احتدام الصراع معه". مضيفاً: "ندعو الشعب للنفير العام والاحتشاد والرباط بالأقصى والتصدّي لانتهاكات المستوطنين".
وخلال الأيام الماضية، دعت جماعات يمينية إسرائيلية إلى تكثيف الاقتحامات للمسجد الأقصى، وهو ما ردّ عليه نشطاء فلسطينيون بالدعوة إلى "شد الرحال إلى المسجد" والاعتصام به.
شد الرحال إلى المسجد الأقصى
والجمعة 23 سبتمبر/أيلول، دعا خطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري، الفلسطينيين إلى شد الرحال إلى المسجد الأقصى، بالتزامن مع عمليات الاقتحام المتتالية من قِبل المستوطنين للمسجد، مضيفاً أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي تحاول استغلال الأعياد اليهودية بهدف تكثيف وجودها داخل المسجد الأقصى.
وأضاف صبري في مداخلة له مع قناة الجزيرة مباشر أن السلطات الإسرائيلية تتنافس قبل الانتخابات المقبلة، باستخدام ورقة اقتحامات الأقصى، كي تثبت أنها القادرة على تنفيذ المخططات العدوانية التي تطالب بها الجماعات اليهودية المتطرفة، على حد قوله.
وأشار خطيب الأقصى إلى أن السماح بنفخ البوق في مقبرة باب الرحمة يعد تمهيداً لخطوة قادمة أخطر، كما دعا إلى تكثيف شد الرحال للمسجد الأقصى، لمواجهة اقتحامات المستوطنين، وإفشال مخططاتهم، مشيراً إلى أن الحكومة الإسرائيلية تتحمل مسؤولية أي اعتداء قد يحدث في القدس.
ومنذ 2003، تسمح الشرطة الإسرائيلية لمستوطنين باقتحام الأقصى عبر باب المغاربة في الجدار الغربي للمسجد، دون موافقة دائرة الأوقاف الإسلامية التي تطالب بوقف الاقتحامات.
تهديدات إسرائيلية
والسبت 24 سبتمبر/أيلول، ذكرت القناة الـ"12″ الإسرائيلية أن "رئيس جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك) رونين بار أصدر تحذيراً لزعيم "حماس" في قطاع غزة يحيى السنوار، مطالباً إياه بـ"دراسة خطواته بعناية".
لكن المتحدث باسم "حماس" برهوم، ردّ على تصريحات المسؤول الإسرائيلي في بيان الأحد، بأن التهديدات الإسرائيلية ليحيى السنوار "لا تخيف الشعب الفلسطيني أو قيادة المقاومة".
وأضاف أن "هذه التهديدات ليست جديدة وتعكس المأزق السياسي والأمني والعسكري الذي يعاني منه قادة الاحتلال بفعل المعادلات التي فرضتها المقاومة بغزة". مشيراً إلى أن "هذا المأزق يأتي أيضاً في ظل المقاومة المتصاعدة في الضفة الغربية والقدس".
يأتي التحذير الإسرائيلي في ظل ارتفاع ملحوظ للهجمات الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة، رداً على اعتداءات قوات الأمن والمستوطنين الإسرائيليين. ووفق معطيات لـ"الشاباك"، نفذ الفلسطينيون 1526 هجوماً منذ بداية العام الجاري 2022 وحتى نهاية أغسطس/آب الماضي، ما أدى إلى مقتل 19 إسرائيلياً وإصابة 62 آخرين.
وسبق أن دعا نواب ومسؤولون سابقون وصحفيون إسرائيليون في مايو/أيار الماضي إلى اغتيال السنوار. وخلال السنوات الماضية، نفذت إسرائيل العشرات من عمليات الاغتيال بحق قادة من مختلف الفصائل الفلسطينية، وراح ضحيتها معظم قادة الصف الأول في "حماس" وبينهم مؤسسها الشيخ أحمد ياسين عام 2004.