أكّد المستشار الألماني أولاف شولتز، الأحد 25 سبتمبر/أيلول 2022، أن بلاده مصمّمة على تنويع مواردها من الطاقة، حتى لا تكون رهينة موّرد واحد مرة أخرى، في إشارة إلى روسيا، متحدثاً عن "تقدّم" في محادثات يجريها في الخليج لشراء الغاز والديزل.
كان شولتز يتحدث للصحفيين في العاصمة الإماراتية أبوظبي، خلال جولة في منتزه قرم الجبيل، قبيل لقاء مع الرئيس الإماراتي محمد بن زايد آل نهيان، وذلك في ثاني أيام جولة خليجية بدأت في السعودية، يوم السبت 24 سبتمبر/أيلول، ويختتمها في قطر مساء الأحد.
شولتز قال في تصريحاته: "حقيقة أننا مرتبطون بمورّد واحد وبقراراته لن تتكرر معنا بالتأكيد مرة أخرى"، متحدثاً بذلك عن موسكو، التي تمد الدول الأوروبية بغالبية احتياجاتها من النفط والغاز، وفقاً لما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية.
أضاف شولتز: "سنفعل ذلك بطريقة منطقية، وهي التركيز على المناطق التي تتيح لنا ضمان إمدادات الطاقة"، معتبراً كذلك أنّه "بفضل الاستثمارات في ألمانيا والتي ستصبح حقيقة شيئاً فشيئاً، العام المقبل، ستكون لدينا بنية تحتية لاستيراد الغاز لألمانيا، بحيث لن نرتبط بشكل مباشر بمورد محدد عبر خط أنابيب".
المستشار الألماني أشار إلى إحراز تقدم في "سلسلة كاملة من المشاريع هنا تتعلق بإنتاج وشراء الديزل والغاز، ولدينا مشاريع للغاز الطبيعي المسال"، مضيفاً "من هذا المنطلق، هذه زيارة مهمة وفرصة جيدة لمواصلة العلاقات الجيدة مرة أخرى".
يأتي هذا بينما يسابق شولتز الزمن، بعد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء البريطاني السابق بوريس جونسون، لإيجاد مورّدين جدد للتعويض عن شحنات الغاز الروسي التي ستنفد قريباً، فيما تستعد أوروبا لمواجهة شتاء صعب، وسط نقص في الإمدادات.
كذلك تأتي زيارة شولتز لقطر غداة حصول شركة "توتال إنيرجي" الفرنسية، على حصة جديدة في مشروع قطر لزيادة إنتاجها من الغاز، مع اختيارها كشريك رئيسي في توسعة الرقعة الجنوبية من حقل الشمال الضخم.
بموجب الاتفاقية ستمتلك "توتال إنيرجي" حصة تبلغ 9,375% من مجموع حصص الشراكة الدولية، البالغة 25%، بينما ستمتلك قطر للطاقة حصة 75% من مشروع توسعة حقل الشمال الجنوبي.
شولتز رأى أن مثل هذه المشاريع "مهمة"، وقال إن "علينا أن نتأكد من أن إنتاج الغاز المسال في العالم يتقدم إلى درجة يمكن معها تلبية الطلب المرتفع الحالي"، رغم تشديده على ضرورة مواصلة العمل، للتحول نحو مصادر طاقة نظيفة.
من جهتها، قالت وزيرة التغير المناخي والبيئة في الإمارات مريم المهيري، والتي رافقت شولتز في جولة في المنتزه في أبوظبي، إن المناقشات مع المسؤول الألماني ستتطرق إلى أمن الطاقة و"العمل المناخي والنمو الاقتصادي".
يُشار إلى أن روسيا تمد أوروبا بـ41% من حاجتها من الغاز الطبيعي، وليس القلق في ألمانيا وحدها، إذ عبّر الاتحاد الأوروبي عن "قلق خطير" أيضاً، مع احتمال الاضطرار إلى تقنين الغاز للصناعة والاستهلاك المحلي.
يُذكر أنه في 24 فبراير/شباط 2022، أطلقت روسيا هجوماً عسكرياً على أوكرانيا، تبعه رفض دولي وعقوبات اقتصادية على موسكو، التي تشترط لإنهاء عمليتها تخلّي كييف عن خطط الانضمام إلى كيانات عسكرية، وهو ما تعده الأخيرة "تدخلاً" في سيادتها.