قال وزير الخارجية الصيني وانغ يي، السبت، 24 سبتمبر/أيلول 2022 إن أي محاولة لعرقلة إعادة الوحدة مع تايوان "تسحقها عجلات التاريخ". جاء ذلك في كلمة له خلال انعقاد المناقشات رفيعة المستوى للدورة الـ "77" للجمعية العامة للأمم المتحدة والمنعقدة حالياً في نيويورك.
كما أكد وانغ يي "مبدأ الصين الواحدة، وأن تايوان هي جزء لا يتجزأ من الصين، وأن أي تحرك ضد مبدأ الصين الواحدة ستسحقه عجلات التاريخ"، بحسب وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية.
النضال ضد انفصال تايوان
وانغ يي أضاف أن "الشعب الصيني سيواصل النضال ضد أي أنشطة ترمي إلى انفصال تايوان، وسوف تتصدى الصين لكل خطط التدخل في شؤونها الداخلية".
فيما تستخدم تايوان علمها الخاص وعملتها المحلية، إلا أن الأمم المتحدة لا تعترف بها دولة مستقلة، فيما تهدد بكين باستخدام القوة إذا ما أعلنت تايبيه الاستقلال أو حصل تدخل عسكري خارجي لصالحها.
يأتي ذلك في الوقت الذي اتهمت فيه الصين الولايات المتحدة بإرسال "إشارات خاطئة وخطيرة للغاية" إلى تايوان بعد أن أبلغ وزير الخارجية الأمريكي نظيره الصيني الجمعة أن الحفاظ على السلام والاستقرار في تايوان أمر بالغ الأهمية.
مباحثات صينية أمريكية
حيث قال مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية للصحفيين إن تايوان كانت المحور الذي دارت حوله المحادثات "المباشرة والصادقة" على مدى 90 دقيقة بين وزيري الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن والصيني وانغ يي على هامش اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.
أضاف المسؤول: "من جانبنا، أوضح وزير الخارجية أن الحفاظ على السلام والاستقرار عبر المضيق أمر مهم للغاية، وفقاً لسياسة صين واحدة التي نلتزم بها منذ زمن طويل ولم تتغير".
في حين قالت وزارة الخارجية الصينية، في بيان بشأن الاجتماع، إن الولايات المتحدة ترسل "إشارات خاطئة وخطيرة للغاية" بشأن تايوان، وأنه كلما زاد نشاط استقلال تايوان قلَّ احتمال التوصل إلى تسوية سلمية.
كما نقلت الوزارة عن وانغ قوله إن "قضية تايوان شأن صيني داخلي ولا يحق للولايات المتحدة التدخل في الطريقة التي يتم استخدامها لحلها".
فيما تصاعدت التوترات بشأن تايوان بعد زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي إلى تايوان، وتعهد صريح من الرئيس الأمريكي جو بايدن بالدفاع عن الجزيرة التي تتمتع بالحكم الذاتي.
يأتي الاجتماع بعد أيام من قول بايدن إن القوات الأمريكية ستدافع عن تايوان في حالة حدوث غزو صيني؛ مما أثار رد فعل غاضباً من الصين التي قالت إن هذا أرسل إشارة خاطئة لمن يسعون إلى استقلال تايوان.
كانت هذه أحدث مرة يتجاوز فيها بايدن سياسة "الغموض الاستراتيجي" الأمريكية القائمة منذ فترة طويلة بشأن تايوان، والتي من شأنها عدم توضيح ما إذا كانت واشنطن سترد عسكرياً على أي هجوم على تايوان.
الدفاع عن تايوان
كذلك كانت تعليقاته أيضاً الأكثر وضوحاً حتى الآن بشأن التزام القوات الأمريكية بالدفاع عن الجزيرة، على الرغم من أن البيت الأبيض أصر على أن سياساته بشأن تايوان لم تتغير.
ففي مكالمة هاتفية مع بايدن في يوليو/تموز 2022، حذر الزعيم الصيني شي جين بينغ قائلاً: "الذين يلعبون بالنار سيهلكون بها". وبعد زيارة بيلوسي التضامنية إلى تايبيه في أوائل أغسطس/آب 2022 نشرت الصين عشرات الطائرات وأطلقت صواريخ بالقرب من الجزيرة.
من جانبها، قالت وزارة الخارجية في وقت سابق إن اجتماع بلينكن مع وانغ كان جزءاً من جهود الولايات المتحدة "للحفاظ على خطوط اتصال مفتوحة وإدارة المنافسة بمسؤولية".
حيث قال المسؤول الكبير إن بلينكن أكد مجدداً استعداد واشنطن "للتعاون مع الصين في الأمور ذات الاهتمام العالمي". وأضاف المسؤول أن بلينكن "سلَّط الضوء أيضاً على التداعيات" إذا قدمت الصين دعماً مادياً لغزو روسيا لأوكرانيا أو التهرب من العقوبات.
من جانبها، تعتبر الصين تايوان إقليماً تابعاً لها. وتعهدت بكين منذ أمد بعيد بإخضاع تايوان لسيطرتها ولم تستبعد استخدام القوة لفعل ذلك. وتعارض حكومة تايوان بشدة مطالبات الصين بالسيادة، وتقول إن سكان الجزيرة البالغ عددهم 23 مليوناً هم فقط من يمكنهم تقرير مستقبلها.