قالت رئيسة صندوق النقد الدولي كريستالينا غورغييفا إن وضع الاقتصاد العالمي سيزداد صعوبة عام 2023، في حال عجزت البنوك المركزية عن السيطرة على التضخم.
وفي مقابلةٍ أجرتها غورغييفا مع شبكة CNN الأمريكية يوم الخميس، 22 سبتمبر/أيلول، أوضحت أن "العام الجاري صعب، لكن العام المقبل سيكون أصعب"، مشيرة إلى مشكلات سلاسل التوريد العالقة نتيجة الجائحة والهجوم الروسي على أوكرانيا باعتبارهما السبب في رفع أسعار الطاقة والغذاء لمستويات كبيرة خلال العام الجاري.
كما أوضحت أن احتمالات تحقيق انتعاشة اقتصادية كاملة في العام المقبل تُعتبر منخفضة؛ لأن الاقتصاد ما زال يترنح من "صدمةٍ تلو الأخرى".
وما تزال جائحة كوفيد-19 مستمرةً بسبب ظهور السلالات الجديدة، بينما لا يعتقد الخبراء أن روسيا ستُنهي هجومها على أوكرانيا قريباً.
وتلقي هذه الأمور بتداعياتها على الاقتصاد العالمي بحسب كريستالينا، التي وصفت ارتفاع أسعار الغذاء والطاقة حول العالم بأنه يمثل "أزمةً في تكلفة المعيشة".
وشهدت أوروبا تحديداً ارتفاعاً جنونياً في أسعار الطاقة بعد قطع إمدادات الغاز الروسي؛ حيث ارتفعت أسعار الكهرباء بأكثر من 1,400% خلال العام الماضي.
ويواصل التضخم ضغطه على الاقتصاد الأمريكي في الوقت ذاته، مع تجاوز مؤشر أسعار المستهلك للتوقعات عندما سجل نسبة 8.3% في أغسطس/آب. وتُشير هذه النسبة إلى استمرار الاتجاه الهبوطي الأخير، لكنها بعيدةٌ تماماً عن هدف الاحتياطي الفيدرالي بتسجيل نسبة 2% فقط على المدى البعيد؛ مما دفع بالاحتياطي الفيدرالي إلى رفع أسعار الفائدة بـ75 نقطة أساس أخرى يوم الأربعاء، 21 سبتمبر/أيلول.
وأردفت كريستالينا أن البنوك المركزية الأخرى حول العالم "ليس أمامها خيار" سوى اتخاذ الخطوة ذاتها، واصفةً التضخم بأنه "أكبر أعداء" الاقتصاد العالمي اليوم.
وأضافت قائلة: "تواجهنا الآن مسألةٌ حاسمة تكمن في استعادة ظروف النمو، ويعتبر استقرار الأسعار شرطاً أساسياً لذلك".
كما ذكرت أن التأثير الأكبر سيقع على الشعوب الأفقر؛ لأن خروج التضخم عن السيطرة "سيُؤدي لتشريد المزيد من الناس. وستتضرر الشعوب الأضعف إذا لم ننجح في خفض التضخم".
– هذا الموضوع مُترجم عن موقع Business Insider الأمريكي.